ميولي الجنسية ، حتى وقت سابق كنت اعتبر ميولي الجنسية امر شخصي وخاص جدا جداً لا تظهر هذه الميول الا امام اصدقائي لانني ساكون بلاقناع نتكلم بشكل صريح وعفوي او مع حبيبتي، فقط داخل هذه الدائرة الصغيرة واكثر من ذلك كان بالنسبة لي مستحيل وضرب من الجنون والمحرمات الاجتماعية والاخلاقية داخل مجتمعي لان مسألة الميول الجنسية المثلية مسألة اخلاق ودين وعرف منبوذة ومكروها ومحرمة شرعا وقانوناً
انا الان في بلد اروبي اعيش بطريقة مختلفة كلياً عما كنت اعيشه في بلدي ومنتسبة لجمعية تعني بحقوق المثليات جنسيا ،حياة فيها الحرية الجنسية من تعبير وسلوك وممارسة نتمنى نحن في عالمنا العربي ان نتحصل على ربع قدر منها.
في حياتي الجديدة هنا لايهمني كثيرا ان اخبر الموظفين او زملائي الفكرة لا تستحوذ على تفكيري لانه العلاقة بيننا شبه سطحية لكن بالنسبة لصداقاتي مع المغايريين بدأ الامر يختلف قليلاً لانني اعيش وسط مجتمع متمدن متطور وهناك نسبة عالية من الانفتاح ،ومع بعض الاصدقاء المغايرين بدأنا نصبح اقرب مع الوقت ونتحدث في امور شخصية عني لذلك الامر اصبح شخصياً لذلك الان لدي تساؤل لما نحن المثليات\المثليون يهمنا ان يعلم الاقرب الينا بميولنا الجنسية ؟؟
اعتقد ان الامر اشبه باختبار فانت تختبر من امامك فان كان الشخص (صديقك قريبك شريكك) علم بميولك وتقبلها بل وربما قد يشعر بانك تثق به لتخبره بأمر مماثل هذا يشعرك بانه يحبك لشخصك ولحقيقتك لانه هذه الحقيقة مرفوضة او غير متسامحة في المجتمعات المتدينة او في مجتمع مثل المجتمع (،،،،،،)الذي مايزال يعاني من رهاب المثلية وعدم تقبل المثلية الجنسية في الوسط الاجتماعي.
لذا لدي هذا التساؤل هل سيحدث فرق ان اعلنت ؟
سألت مرة صديقة لي عن هذا هل سيحدث فرق ان اخبرت احدهم او الناس بميولي اجابتني انه سيحدث فرق لانه لتقبل المجتمع المثلية الجنسية يحتاجون لمعرفة من نحن ونحن بحاجة للاجابة عن تساؤلاتهم وتغير وجهة نظرهم في المثلية الجنسية تلك وجهة النظر المسبقة المتشبعة بالنبذ والكراهية وعدم الفهم ايضاً ووجودنا بالخارج يساعد في حركتنا كمجتمع مثلي لنقول نحن موجودون حقاً.
اعتقد بانها على صواب لا يمكننا الاختباء والانتظار حتى يتغير المجتمع ويتقبلنا علينا ان نكون بالخارج نحرك هذا التغيير.
ان اعلن عن ميولي الجنسية يعني ان اعلن عن حقيقتي يعني تفكيري يعني حركتي في المجتمع لاخذ حقي الطبيعي كانسان وكمواطن .
ومع ذلك يظل هذا الصراع بين كون هذا الامر امر خاص بي ولادخل لاحدهم مع من انام في السرير وبين ان تظهر نفسك بافتخار عن امر لايتقبله المجتمع بسهولة.
لذا حتى هذه اللحظة حسمت الامر على انني لا انكر حقيقتي ولا اختبئ واخبر فقط المعنيين بامري ويعنني امرهم في حياتي وربما مع الوقت قد تتسع الدائرة وفقا لخط سير حياتي.