دى الحلقة الخامسة -خمسة وخميسة-فى عمر إدمان وقد كان ألأفطار متنوعآ ومشبعآ إلا أنى لاحظت أن بعد أن أفطر أخى وصديقى وسميرى البيه الحمار أنه قد مد يديه ألأماميتين وصفق ونادى على الحمار الذى فى وردية الصباح ويقوم على خدمة سكرتير أكبر حمار فيكى يامصر،فجاء مسرعآ لتلبية النداء…شيف بيشف ويرف وانحنى إنحناءة تنم عن أدب جم وقال :أوامر سيدى الحمار؟؟
فلم يجب ببنت شفه بل طرف بعينه الشمال فقط ليس إلا ففهم النادل مايريده السيد حمار وذهب مسرعآ وعاد ليحمل صينية عليها من الأكواب إثنتان وبهما العصير الذى يبهجك أن ترى لونه ألأخضر الجميل ثم تركنا وخرج…وهنا أشار لى مضيفى بحاجبه أن تفضل يابنى آدم…إنت مكسوف ولا خايف نكون عاملين فيك مقلب أو مدبرين لك مقلب؟؟وشجعنى على تناول العصير بأن شرب منه رشفة ثم رشفة ثم رشفات وكأن كل رشفة سابقة تستثير شهوته وشهيته لأن يستزيد من هذا العصير.
أوضح لى أنه عصير البرسيم ،وقال أن بنى حمير لهم من الذكاء والإبداع مايجعلهم ينوعوا أكلهم وشربهم وأن البنى آدمين فى الثلاثينيات من القرن الماضى قاموا بسرقة ألإختراع الذى اخترعة الحمير وعصروا البرسيم وشربوه واستعذبوه وأدمنوه،ويقال أن سيد درويش المطرب الراحل قد أدمنه وجعل أصدقاءه ومن كانوا فى حظوة الجلوس معه أن تنتقل عدوى ألإدمان لهم…ولم تسجل أية حالات بها آثار جانبية لعصير البرسيم وللأسف إندثرت تلك العادة ولم يكن إندثارها إلا بسبب أن البنى آدمين عز عليهم أن يتساوا مع بنى حمير ويشاركوهم فى مزمزة عصير البرسيم…!قرننة مالهاش أى لازمة…لكن تقول إيه بنى آدمين ياسيد
وبعد أن انشكح سيادته،ولاأخفى عليك أنى قد انشكحت أنا ألآخر واستطعمت هذا العصير الوافد على جنس بنى آدم وفى ذهنى أنى سأقوم بالدعاية الكافية لهذا المشروب كى يتم تداوله بين الناس عله يكون فيه الشفا من أمراض يعانى منها الناس ويتهكم على وجودها بينهم حمير ربنا؟؟شفت الخيبة
ويبدو أن مفعول العصير يشحذ الذهن ويستثير الذاكرة…فقد بادرنى بقوله:
كنت إمبارح كلمتنى عن…ياسنة سودة إنت فاكر؟؟ده قلت فى عقل بالى يارب يكون نسى أوسكر من العصير لأنى بصراحة ندمت على طرحى الموضوع…فكان من الواجب أن أكفى خيرى شرى ويظل تساؤلى وإستفسارى بين ضلوعى حتى لايحتقرنا خلق الله!!
أطرقت برأسى وقلت ياباشا أنت وعدتنى بأن تشرح لى تجربتكم وعلمكم الغزير على مسامعى …ولا أكتمك سرآ أن مجرد طرح كلمة مثلية فى مجتمعنا العريق فى سوء التربية وعدم المكاشفة والمصارحة لما هو كائن به يثير عواصف من النقد وسيلآ من الشتائم ومازال المثليون فى بلادنا والبلاد التى تجاورنا فى اعتبار مجرد الحديث عنها هو قلة أدب…ثم تنهال عليك قفة من الفتاوى حول جزاء من يسلم نفسه للشيطان…
ويقاطعنى صديقى الجالس أمامى ليقول:ياصديقى -باعتبار ماسيكون-أنتم مازلتم تعيشون فى وهم كبير وذلك لدرجة أن المثلية الجنسية تعرفونها بأنها شذوذ؟؟وأن المثلى أو المثلية هى بالضرورة شاذة؟؟أى منطق وأى عقل يتقبل ذلك؟؟
ألم يكن مشاهير العالم قبل كتابة التاريخ باليونان والدولة الرومانية…من كبار المثليين؟؟ألم يكن سقراط مثليآ،ألم يكن تلميذه النجيب أفلاطون مثليآ؟؟وكتبوا ذلك صراحة فى إبداعاتهم ومؤلفاتهم؟؟
ثم قل لى ألم يكن شعراؤكم ممن كانوا يقرضون الشعر يتغزلون فى الغلمان ويصفونهم بالحسن والجمال؟؟ألم يكن هؤلاء هم أسلافكم وهم من تتباهون بتراثهم؟؟
ثم قل لى لماذا لاتؤمنون بما يستجد من علم أو يتطور من علوم؟؟ألم تخرج علينا منظمات الصحة النفسية بعدم قبول المثلية الجنسية مرضآ لاعضويآ ولا نفسيآ،بل هو أحد التوجهات الجنسية التى يتوسل بها ألأنسان كى يتخلص من شهوة تثقل على كاهله أو ضيق يملأ صدره فيجتمع أو تجتمع مع صديق أو صديقة ليحدث بعد ذلك شعور بالراحة والسعادة؟؟
لايوجد لديكم من الأحصاء مايدل على مدى انتشار المثلية بين بنى آدم؟؟أما فى البلاد التى اعترفت بها وقننتها فى قوانينها فقد تحددت نسبة المثليين/المثليات بما يقع بين 4-5%من مجموع السكان…وهذا يوحى بأنهم أفراد يشكلون جماعة لها وضعها وكينونتها فى المجتمع؟؟
وقد فاجأنى سيادة الحمار بقنبلة ألقاها فى وجهى:
تعرف إن إبنى الجحش الصغير اللى عنده 18سنة مثلى؟؟؟
قلت له وسيادتك مش مكسوف إن ابنك مثلى يعنى شاذ بلغة البنى آدمين؟؟
يقول :هذا هو الفرق بيننا وبينكم فنحن لانتحرج من الواقع ونعترف به فى وضوح وجلاء،وقد طلبت منى إحدى محررات جريدة “القراءة للحمارة” وعلى فكرة كل حمير البلد بيقرؤها ولا يوجد مرتجع منها مثل ماعندكم من أخبار وأهرام والهم الذى تسمونه جرائد قوميه؟؟آل قومية آل
وماذا قلت لها ياسيدى؟؟
قلت لها أنه حمار ليس بطائش ولا هو شاذ أو قليل ألأدب بل هو من الحمير التى يشار لها بالبنان لأنه وسيم ومؤخرته باسم الله ماشاء الله يحسده عليها أصحابه من بنى حمير ووسيم ،يستخدم الماكياج بتعقل وليس بتبذر،من كحل لأحمر شفايف،وعلى فكرة هو مثلى الجنس سالب النوع …وقلت أنه حماربالغ،راشد،عاقل…ليس لى عليه من سلطان فمؤخرته له الحق كل الحق فى أن يستبيحها لمن يشاء،وهذه هى إحدى الحريات التى نحرص على أن تكون سائدة فى مجتمعنا…المجتمع الحميرى…وبس ونشر هذا اللقاء ولاقى استحسانآ من كل حمير الدنيا حيث أذيع على موجات السى.إن.إن وبعثت لى نقابة الحمير بامريكا خطاب شكر وتهنئة على سعة أفقى ووسع مداركى…
هل تعلم ياباشا-أنا أقول- أن حكامنا يكذبون على الله فى تصريحاتهم بخصوص وجود من عدم وجود المثلية الجنسية فى البلاد التى يحكمونها؟؟
مثل من؟؟ذكرنى يبدو أن الزهايمر أطل برأسه على أم رأسى فأصبحت أنسى بعض ألأشياء
قلت له:
كان هناك حاكم متشبث بما يسمى الجمهورية ألأسلامية وقد كانت تعرف باسم امبراطورية فارس وفى زيارة للولايات المتحدة ألأمريكية سأله الصحفيون:
هل يوجد ببلدكم مثليون أو مثليات؟؟
يقول رئيس الحمهورية ألأسلامية::لا لا لا لا يوجد فنحن دولة مسلمة لايوجد بيننا من يعلق بهم النجاسة أو يسيرون فى طريق الشيطان أو يعرضوا أجسادهم فى سوق النخاسة …أعوذ بالله
ومن باب ألأدب طلبت من سيادة الحمار أن يقوم ليمضى البوستة حتى لايتضايق سيادة رئيس الحمير…واتفقنا أن نستزيد مما قد يفيد
وبرضه هاقولك سلملى على المترو وباى باى كمبورة
) !