لماذا يجب أن يرانا الجميع جيداً

قانون وتشريع
جنسانية
ثقافة ومجتمع

#1

اعترضتني الكثير من المواقف والنقاشات التي أتحدث فيها مع أصدقائي الغيريين عن المثلية،المثليين،اختلاف الميول الجنسية،السلوك الجنسي،الإحساس بالنوع،تأثير الإعلام،الثقافة الكويرية،مفهوم الكويرية وكثير من الاسئلة التي تحدد المجتمع الكويري وتحصره في اختلافه ولا تعطيه المساحة في التعبير عن ذاته.أسئلة أخرى مثل:لماذا تودّون الظهور؟لما لا تكتفو بأن تمارسو ما تودون في صمت،ليس على العالم أن يراكم أو يرى ما تفعلونه،أو،لا نود أن تصبحوا على مسمع ومرأى الجميع لأننا نخاف على الأجيال القادمة التي قد تتأثر بكم فتتغير ميولها عن الصورة “الطبيعية” ويصبحون مثلكم.

ملاحظاتي الخاصة هنا تتلخص في مجموعة نقاط:
-رغبة المجتمع الكويري(والذي لا أحبذ أن أطلق عليه مجتمع لأنه فصيل منه) في أن يظهر للجميع هو الخطوة المنطقية والطبيعية حتى يعلم المجتمع بوجودهم،يتقبل اختلافهم،يراهم ويسمعهم ويدرك جيدا أن الإختلاف في أي شيء لا يُسيء لإنسان الا اذا أساء بإختلافه الى أحد.الجرائم التي تحدث في بقاع كثيرة على مستوى العالم بإسم"حد اللواط"،“اغتصاب المثليات لتصحيحهن”،بالإضافة للعنف\الإنتهاك الجسدي واللفظي ،التمييز والإستبعاد-على جميع المراحل العمرية-هي أدوات قمعية من داخل المجتمع تجعله أكثر شراسة وأقل سلاما وتسامح.

-ظهور المجتمع الكويري ضروري لأنه موجود بالفعل،المجتمع الكويري ليس تلك المجموعة الفاحشة ،أوهؤلاء المرضى النفسيين الذين يعانون من مشاكل نفسية مترتبه على سوء تربية أو أغتصاب أو ممارسة جنسية خاطئة،هكذا يقوم الإعلام بإستعراض المجتمع الكويري؛الإعلام لا يستطيع التمييز بين متحولي النوع والمثليين،المجتمع لا يضفي أي معلومة أو مساعدة لكي يشعر المجتمع الكويري بالإنتماء،بل بالعكس،فهو يعزز الشعور بالغرابة والدونية،يساهم بشكل سلبي في عزلهم والإنقاص من قدراتهم وتهميش دورهم في المجتمع.وأنا على ثقة أن الجهل وعدم استيعاب هذه الفئة من المجتمع هو السبب الرئيسي في الرغبة الجامحة للمجتمع الكويري في الظهور والتواجد ربما بشكل فوق المألوف(والذي لم يحدث بعد).وأتوقع أنه ان لم يتم السماع الى هذه الفئة من المجتمع سيزيد الوضع المستقبلي سوءا.

-عن الثقافة الشرق أوسطية،الدينية المستحدثة :
هي ثقافة تفتقر الى التسامح وإستيعاب الآخرين،غير قادرة على التطور بسبب هؤلاء الذين يدعون أنهم حرّاس المعبد.ثقافة تضطرها الظروف -والتي قد تتحكم بها جماعة دينية أو فصيل سياسي-الى الإتساع وفرض لغة الحوار واستيعاب جميع فصائل المجتمع ،في الوقت الذي تريد.
ثقافة تقوم بطمس ما لا تريد رؤيته.ثقافة لا تواكب التغير الذي يحصل في العالم ،وتخذل من حاول التمسك بها ؛لأنها ببساطة ومع مرور الزمن تفشل في تمثيل صاحبها،فتضطره الظروف الى البحث خارجا كي يجد ثقافة موازية تحترم وجوده ومشاعره.
ثقافة تعزز العنصرية،بالرغم من وجود العديد من النصوص الدينية التي لا تقبل بها.هي ثقافة من صنع أفراد فرضو وشرّعوا فقط لفرض السيطرة على الآخرين وتجريم ما يقومون هم بممراسته في الخفاء،ثقافة مستحدثة ومشوهة ذات وجهين؛تسخر من آلام ومشاعر مجموعة ما لأنها غير ظاهرة بالقدر الكافي لتمثل نفسها وتتحدث عما تعانيه وما تشعره اتجاه من تحب وما تحب.

-الجيل الجديد:من المفترض أن على هذا الجيل إدراك الحقائق المجتمعية والإحصائية وتقبل الآخر،لا يوجد هناك شيء يسمى تأثر لأنه ليس من المنطقي أن تفرض طريقة أو مشاعر محددة على أي شخص.أن يكون الجيل الجديد متفتحا ويقبل الإختلاف لا يعني أنه قد غُسِل عقله!
نريد القليل من المنطق هنا؛الحرية في الإختيار هو الشيء الذي يجب علينا أن نعمل عليه.القمع والإخفاء وتدليس الحقائق لا يصنع الا مجتمع فاسد محدود الأفق.يجب أن نفيق ونبدأ من نقطة صفرية؛تحث على احترام الآخر وحسن المعاملة بغض النظر عن ميول الشخص أو هيئته(لا ضرر ولا ضرار).وبالنسبة للآداب العامة،لو أصبح المجتمع قادرا على مواجهة الحقائق وإحترام الآخر سيبقي على هذا الفصيل المجتمعي ويعده مرة أخرى الى جذوره ويشعره بالإنتماء وليس الغرابة.

هذه مجموعة من النقاط التي تبادر في ذهني الرد عليها،بعيدا عن الأحكام الدينية القمعية المشكوك بها،أو رأي علماء النفس المتحيزيين للدين والمتعصبين له بقوة وأنصاف المتعلمين.

تم كتابتها بواسطة محررة موقع أهواء:داليا يوسف


#2

مقال اكثر من رائع طرح العديد من النقاط في غايه الاهميه التي تهمنا جميعا كمنتمون لاسره أهواء
لا يسعني سوي الاشاده بالاستاذه داليا يوسف
تحياتي لكِ … فقد كتبتي ف افضتي ف احسنتي


#3

This user has deleted their account


#4

رائع


#5

نقاط جيدة ومن رأيّ الشخصي نحن بحاجة ان يعمل (الفصيلين) معاَ العبئ لا يقع فقط على المجتمع الرافض والمتأخر …الخ ،،منذ فترة لم اقرأ مقال جيد هكذا


#6

great


#7

و عادت براود مجددا :smile:)


#8

كلام جميل