" ياسمينة الخريف 2 " : بعد الشتاء

أدب

#1

من غربة قلبي أكتب اليك، واتذكر الأمس وأبكي وأبكي … عندما أصبح قلبك يحن على قلبي ويشاركه مشاعر الجنون
أو حتى على الأقل يقدرها ويفهمهاوأصبحت تبادلني نظرات بعيونك الساحرة، نظرات لن أنساها في حياتي
فقد حملت لي شيئا من الحب والاعجاب والحنان …

أراد الله انني في اليوم الذي بدأت اسيطر فيه عليك واجذبك … في نفس اليوم… قرر أهلي الهجرة الى بلاد بعيدة … وكم أكرههم!
لم اتخيل للحظة ان يكون السفر والغربة نهاية لعلاقتنا التي لم تبدأ إلا قبل قليل من نهايتها …
صدقني حاولت أن أقاوم وامنع هذه السفرة بأي طريقة لكن اهلي لم يكونوا يرون الا بعين الخوف من الحرب والقتلة
وأرادوا الهرب ولم يعطوا ادنى قيمة لآرائي…

كنت اتذكرك واستحضر قامتك امامي واتخيل حركاتك ونظراتك في كل شبر من البلاد التي مررنا بها قبل ان نصل الى الغربة الرمادية
رأيتك عند مفرق الزبداني وعلى طريق بيروت وفي مقاهي الاسكندرية…،قرب ضفة النيل وبين تلال الجبل الأخضر … لكن لم تراني في اي مكان …
ما أتعسني يا عزيزي … أنت الذي لطالما كنت ابتسم واقول انك يستحيل ان تخرج من حياتي كما خرج الكثير قبلك فانت في الأول والآخر جاري … وابن حينا فسأطمئن أنك دائما بقربي مع عائلتك وأطفالك ولن تبتعد عنا … لكن حصل العكس الذي لم أتخيله
فأنا من ابتعد وابعد مرغما على ترك كل شيء وتناسيه لا نسيانه…

هههههههههه ههههههه ههههههههههه هكذا أضحك بيأس وسخرية وعيناي تمتلئ دموعا…

لا ياسمين في هذه البلاد ولا حتى اي عرق مزهر ! لا يوجد بعد ياسمين بلدي الذي يعرش على كل زاوية وكل مصطبة بيت،
مزهرا ليس فقط في الخريف بل في كل الأوقات الحزينة …
اقطف انت الياسمينة كل مساء … شمها، ازرعها بين أصابعك … وتذكر وادمع واشتاق … اذهب الى باب بيتنا واجلس على المصطبة واشرد في دنيا الحزن والفراق، لعلك تراني أخرج من الباب … اضمك … اقبلك وامسح دمعك … أقطف الياسمينة من يدك واختفي …


#2

كم هو محزن عندما نجد الفراغ يحضن بكل الم أشوقنا …
كم هو محزن عندما لا تكتمل قصيده حبنا …
كم هو محزن عندما لا تعبق الياسمينه اريج يملأ ارواحنا حباً و غرام بل بُعدً و شتات !


#3

اه من البعد والامه هو ده الناى الحزين