ما الذي ينقص علاقة المثليين

جنسانية
ثقافة ومجتمع

#1

منذ صغرها، لطالما حلمت ليال بأن تنجب طفلة وتربّيها. لكنها لم تتصور نفسها يوماً مع رجل كأبيها، على الرغم من كونه مُحباً لزوجته وأولاده ودؤوباً في عمله كي يوفّر لهم حياة رغيدة. كانت ليال مُعجَبة بجارتِها حنين منذ كانتا في الثامنة من العمر تلعبان معاً وتركضان على إحدى تلال لبنان المشرفة على البحر. وفي سنّ المراهَقة وقعت ليال بحبّ الآنسة نِضال وهي مدرّبة كرة السلة في المدرسة الثانوية، لكنّ ليال لم تصارحها بمشاعرها خوفاً من ردّة فعل نِضال وأهلها وزملائها في المدرسة لو عرفوا بالموضوع. ومرّت الأيام على هذا الحال حتى إلتحقت ليال بإحدى جامعات بيروت وأُغرِمَت بآية وهي طالبة كويتية سمراء وجريئة كانت تُفضّل أن تُنادى بإسم نور. كانت نور تَعتبِر نفسها من “البويات” وهو مصطلح خليجي يشير الى فئة من المثليّات اللواتي يتحلّين ببعض الصفات الذكورية كالخشونة وقص الشعر قصيراً ورفض لبس الفساتين والتزيّن إلا في حالات إستثنائية يكرهنها بشدّة كحضور حفلة زفاف على سبيل المثال. كونها من “البويات”، تُفضِّل نور شابّاتٍ مُفرِطات الأنوثة كليال. بدأت ليال بالتخطيط لبناء حياتها مع حبيبتها نور، وتضمّن حلمُها تربية طفلة.

منذ تسعينيات القرن العشرين، ركّز بعض علماء الإجتماع أبحاثهم على مقارنة علاقات المتزوجين الغيريين بعلاقات شركاء الحياة المثليين والمثليات وعلى دراسة الإختلاف بينها. في دراسة تقارن علاقات المثليات والغيريات في الغرب، ظهر العديد من أوجه التشابه في الخبرات والتجارب في علاقات النساء الخاضعات للاختبار بما في ذلك أهميّة الالتزام في العلاقة، والقيم المُشتركة بين الشريكين، وتقسيم العمل المنزلي. (أليسيا ماثيوز، 2003).

كلّ ما أرادته نور هو الإنتقال إلى أوروبا للعيش بعيدة عن عائلتها التي كانت تزورها في بيروت كل شهر قادمة من الكويت. لِذا إنتقلت نور إلى لندن للحصول على شهادة الماجستير ولتتمتّع بحرية أكبر. لحقت ليال بنور لتعيش معها وتتابع دراساتها العليا أيضاً. طالما طاقت نور الى الحرية والعيش من غير قيود وأرادت أن تطوف العالم أجمع، لكن كلّ ما رغبت فيه ليال هو العيش مع نور في مدينة الضباب والشعور بالإستقرار وتربية طفلة معاً.

في لندن تعرّفت ليال على وسيم، وهو رجل مثلي سوري يكبرها بعشرة أعوام، وتطوّرت علاقة الصداقة بينهما. قبل معرفته بليال، مرّ وسيم في حياته بعلاقة جدّية وحيدة مع رَجُل مصري إسمه شادي طالت ثلاثة أعوام (تُعتبر هذه المدّة طويلة عند المثليين من الذكور). ذات يوم جلس وسيم وشريك عمره شادي وتصارحا بأنّ العشق بينهما قد إضمحلّ في السنة الخالية، فقرّرا الإنفصال بالرغم من كونهما ما زالا يكنّان كلّ المعزّة والتقدير لبعضهما البعض. معظم المثليين والغيريين يختبرون انخفاضاً في العواطف والرغبة الجنسيّة في أول عامين من العيش سوياً، وغالباً ما يدفع ذلك المثليين لحلّ تلك العلاقة، خاصة أنها لا تتضمّن أطفالاً أو إجراءات طلاق معقّدة، وعلاقتهم ليست مدعومة من الأهل والمجتمع.

تُشير الأبحاث الأكاديمية الغربية الى أنّ شركاء الحياة من المثليين الذكور يتمتَعون بإستقلاليّة في علاقاتهم أكثر من الرجال المغايرين المتزوّجين. ويواجه المثليون حواجز أقلّ من المغايرين تردعهم عن فسخ العلاقة، لذا تشير الدراسات أنهم ينهون علاقاتهم بنسبة أعلى من الغيريين. من جهة أخرى، فإن المثليات ينعمن بعلاقات ملأى بالعواطف الحميمة ويتمتعن بإستقلالية وعدالة أكثر من النساء المغايرات مع أزواجهن، لكن في نفس الوقت تواجه المثليات حواجزَ أقلّ ضدّ حلّ العلاقة والإنفصال. (لورنس كورديك، 1998).

عرضَ وسيم على ليال بأن يتبرّع لها بالسائل المنوي لتحقّق حلمها بالأمومة، لكن شريكتها نور كانت تذكّرها دوماً بأنهما ترتعدان من إعلان ميولهما الجنسية لعائلتيهما، لذا يجب على ليال ألا تتهوّر وتحمل جنيناً من بذرة وسيم. ولو حَمِلت من خارج إطار الزواج، سيُعتبر الطفل غير شرعي ولن يتقبّله المجتمع العربي الذي سيلصق به وصمة “إبن زِنا”.

تشاجرت نور وليال مرّتين وتركت نور الشقة، ثم عادت لليال فتصالحتا. لكن في المرة الثالثة كانتا على يقين أنها المرة الأخيرة. حُرِق قلب ليال عندما إنفصلتا. بعد شهر أو شهرين، شجّعها وسيم على التعرّف على نساء أخريات. كان وسيم يتعرّف على الكثير من الشباب (شاب أو شابين جديدين في الأسبوع الواحد)، وما هي إلا محاولة منه لتحصين قلبه بعد أن خانه أحد أحبّائه بعد شهرين من انتقالهما للعيش معاً. باشرت ليال بالتعرّف على مثليات في بريطانيا من شتّى الألوان والأعراق، محاولةً نسيان حبّها الجيّاش لنور رغم خلافاتهما الجذريّة وإستحالة بناء عائلة سويّة. لكن أيّاً من علاقاتها لم تدم أكثر من سنة واحدة، وهي مدّة أطول بكثير من أيّ علاقة قصيرة الأمد عاشها وسيم بعد فشل علاقته الأولى مع شادي!

علاقة ليال ونور دامت تسع سنوات ونيّف رغم عقبات عديدة. كان الحُبّ متواجداً بقوة بينهما، ولكنهما لم تحظيا بدعم ومباركة عائلتيهما كما يحظى الأزواج الغيريّون. فبدون أدنى شكّ، لو عاشتا حياتهما المثلية بالعلن ولو دعمهما أهلهما، لدامت علاقتهما مدّة أطول بكثير.

“تلعب العائلة والجماعة والمُجتمع دور التربة التي يَقوم الأزواج الجدد بغرس جذورهم فيها على أمل نجاح العلاقة الزوجيّة”، هذا ما قالته السيدة لورا فرحة، وهي مُعالِجة نفسيّة لبنانية أمريكية. وأضافت قائلة “هذه الركائز الثلاثة تؤمّن التغذية الضروريّة للتطوّر الصحيّ للعلاقة بين الزوجين. فالعائلة تلعب دور الشاهد على ترسيخ العلاقة، وهي تدعم أيضاً الشريكين وتشجعهما على المضيّ معاً في المشوار الطويل. ويتطلع الزوجان الى المجتمع من حولهما للبحث عن أمثلة تُحتَذى. بالإضافة الى ذلك، فالعائلة والجماعة والمُجتمع يضيفون على العلاقة الزوجيّة طبقاتٍ من المسؤولية على الشريكين، وعليهما تحمّل هذه المسؤولية. عندما ينفصل زوجان عن بعضهما، أو حتى يُهدّدان بالانفصال، عادةً ما يجدان نفسيهما في خوض معركة ضروس مع هذه الركائز الثلاثة التي لا تكفّ عن دعم علاقتهما الزوجيّة، وخاصة في المجتمعات المبنيّة على الأسرة كما هو الحال في لبنان وسائر العالم العربي”. وتساءلت لورا فرحة: “لكن عندما يقوم شريكان في علاقة غير تقليديّة لا يعترف بها المجتمع أصلاً بإنهاء ارتباطهما، فهل يُلاحِظ أيُّ أحدٍ إنفصالهما أو يأبَه له”؟

لم تكن عائلتا ليال ونور على دراية بطبيعة علاقتهما ولا بإنفصالهما. كذلك لم يُدرِك والدا ليال أنّ إبنتهما الوحيدة عانت من إكتآب شديد بعد أن غادرت “زميلتها الكويتية” الشقة التي تشاركتا بإيجارها لسنوات في لندن.

“قد يَستسهِل المرءُ قطعَ علاقةٍ لا يتقبّلها المجتمع ولا يعترف بها أصلاً. فبَترُها يبدو سهلاً جدّاً”، كان هذا تعليق لورا فرحة التي أضافت: “العلاقات العاطفية صعبة، كصعوبة هذه الحياة: لا يمكنك أن تعيشَ علاقة بسعادة وسلام داخلي بدون أن تبذلَ مجهوداً إضافيّاً لتَخَطي بعض المشاكل النفسيّة العالقة”. إختارت مجلّة برّا أن تُجريَ هذه المُقابلة مع لورا فرحة لخبرتِها في نُصح الأزواج الغيريين وكذلك شركاء الحياة المثليين والمثليات في كاليفورنيا، بالإضافة إلى تمرّسها في المعالجات النفسيّة مع أفرادٍ وأزواج من أصول شرق أوسطيّة. وقد باشرت لورا فرحة مؤخراً مُمارسة مِهنتِها في بيروت.

بَعدَ أن نضجت ليال أكثر وأصبحت مستقلة مادّياً عن أهلها وخضعت لعلاج نفسي لحلّ المشاكل التي سببتها لها علاقاتُها مع عائلتها ومع نور وصراعُها الداخلي مع ميولها المثليّة، أدركت عندها أن مصارحة عائلتها بمثليّتها هو الحلّ الأنسب لها. فأخبرت أمها أولاً أنّها تهوى النساء، ومن ثمّ أخويها، وفي نهاية المطاف كشفت سرّها لأبيها. لم تسِر الأمور على ما يُرام خاصّة مع أبيها وأخيها الكبير اللذين رفضا تقبّل مُيولها الجنسيّة.

“عَدَمُ تقبّل العائلة والجماعة والمُجتمع قد يكون من أكبر أسباب فشل العلاقة مع الشريك”، هذا ما قالته لورا فرحة التي أضافت: “عندما يرفض أفراد الأسرة علاقة ما أو لا يعترفون بشرعيتها، يبدأ الشريكان عندها بالعيش حياةً من العُزلة. حَجبُ التقبّل هذا ينطبق على العديد من العلاقات غير التقليدية، كالزواج من دين آخَر أو عِرق آخَر، أو الارتباط العاطفي المثلي، وغيرها. في هذه العلاقات التي لا يتقبّلها الأهل ولا يعترف بها المجتمع يصبح العمل الشاق لتشكيل علاقة سليمة أكثر صعوبة بسبب الخوف من خسارة الصِلات العائليّة والروابط الإجتماعية التي كوّنها الشخص على مدى السنين وطالما قدّر أهميّتها”، هكذا قالت فرحة.

الأحكامُ المُسبَقة وشتّى أنواع التمييز الإجتماعي تؤثّر على الشركاء المثليين وعلى علاقاتهم بطرُقٍ عدّة. في استطلاع للرأي في الولايات المتحدة الأمريكية تمّ في عام 2001، تبيّن أنّ 74% من المثليين والمثليات قد تعرّضوا للتمييز في حياتهم بسبب ميولهم الجنسيّة، بينهم 23% كان التمييز يتكرّر بشكل دائم. إضافة إلى ذلك، فإنّ 34% من العيّنة قالوا أنّ عائلاتهم أو بعض أفراد العائلة قد رفضوا تقبّلهم بسبب ميولهم الجنسية. (بيبلاو وفينغيرهت، 2006). لا توجد إحصاءات مماثلة في العالم العربي، لكنّ على القارئ أن يتخيّل مقدار تلك النِسَب المئويّة إذا وُجِدت مثل تلك الإحصاءات. إلى جانب ذلك فالمثليون والمثليات معرّضون أيضاً لجرائم الكراهية بسبب ميولهم الجنسيّة. كل هذه الوصمات الاجتماعية والنقص في الدعم الإجتماعي تزيد من الضغوط على العلاقات المثليّة وترفع الحواجز أمام سهولة الانفصال.

إحتاجت عائلة ليال ثلاثَ سنوات من الوقت لتتصالح مع ميول ليال الجنسيّة ولقبول إبنتهم الوحيدة بشكلٍ تام. حتى أنّهم تقبّلوا رغبتها في الأمومة وتفهّموا أنّ تربية طفلٍ هو أمرٌ قد يَجلب لها سعادة أكبر. لكنّ وسيم كان قد عاد للعيش في سوريا، وليال لم تبغِ أن تحاول إقناع رجل آخر ليتبرّع بنطافه (أو الحيوان المنوي) ولم ترد أن تشتري السائل المنوي من بنك النطاف، أو أن تمرّ بتجربة الحمل والولادة بدون دعم من شريكة لها في لندن. ولكن بسبب دعم عائلتها لها، باشرت ليال من لندن إجراءات التبنّي مع ملجأ للأطفال في روسيا. وإنتهى بها المطاف بتبنّي صبي إسمه نيكولاي، على الرغم من أنها كانت تحلم دائماً بإبنة. فليس هناك شيء في الدنيا يؤمّن لها سعادة يوميّة أكثر من رؤية بسمة إبنها. لقد كان حلماً وأصبح حقيقة.

بدأت ليال بتربية نيكولاي في لندن بمُفردها، ولكنه ليس بالشيء السهل أن تكون أُمّاً عازبة بدون وجود عائلتها حولها لدعمها. لذا عادت لتعيش في لبنان مع نيكولاي عندما بلغ سنتين من العمر. ثُم قابلت امرأة تُدعى سُهى، ووقعتا بالحُبّ، وهُما حالياً تربيّان نيكولاي سويّاً. لا تستطيع سُهى تبنّي نيكولاي كأمّ ثانية بسبب عجز القوانين اللبنانية عن تقبّل هذه الحالة، ولكنّ كلاهما تُربّيانه كأمّيه بدون ورقة رسميّة تُثبِتُ أمومة سُهى. يا لسعادة حظّ هذا الولد الذي كان يتيماّ أو منبوذاً من أُمّ لا تريده، أمَا اليوم فأصبح ينعم بحبّ والدتين وأربعة جُدود والعديد من الأخوال والخالات. تفاني ليال وسُهى لإبنهما ولبعضهما كان ثابتاً ومستمرّاً.

وأضافت لورا فرحة مُعَلقة: “الأزواج غير التقليديّين الذين عَمَلتُ معهم والذين نَجحوا بالحفاظ على علاقات طويلة الأمد ومُرضية لهم ومليئة بالحب، دائماً كان عندهم نوع من الدعم الخارجي، إمّا من عائلاتهم الأصلية، أو من عوائل هم إختاروها، أو من معالج نفسي مختصّ”.

في عام 2004، أجرى لورنس كورديك إستطلاعَ رأي لثمانين عائلة يتكوّن كلّ منها من رجل مثلي يسكن مع شريكه، وإستطلاعَ رأي لعيّنة أُخرى مُكوّنة من ثلاث وخمسين مثلية يعشن مع الشريكة بدون أطفال، وأيضاً لعيّنة ثالثة من ثمانين عائلة كلٌّ منها مؤلفة من زوج وزوجة يربّون أولادهم. وَجَد كورديك في 50% من نواحي المُقارنة أنّ المثليين والمثليات لا يختلفون عن نظرائهم الغيريين. ولكن 78% من المقارنات التي فيها إختلافات دلّت على أنّ الشركاءَ من المثليين والمثليات أداؤهم أفضلُ من نظرائهم الغيريين في تعاملهم مع بعض كعائلة. (لورنس كورديك، 2004).

بَقِيَ وسيم على إتّصال مع ليال بينما كان يعيش في سوريا. وهو حالياً يقيم مع ليال وسُهى ونيكولاي في جبل لبنان هرباً من الحرب الأهلية في بلده. تحاول سهى دائماً أن تجمعه مع رجال مناسبين لإقامة علاقة متينة، ولكنه لا يُريد الإستقرار مع رجلٍ، “لأنّي لا أِثق بالرجال”، كما يقول لها وسيم. تحذّره سُهى بأنّه إذا بقي يتنقّل من شابٍّ إلى آخر ولا يستقرّ مع أحدهم، فقريباً جداً سيشيخ ويبقى وحيداً. قد تكون سُهى مُحِقّة، أو ربّما ترغب فقط في إسترجاع حياتها العائلية وأن تعيش في بيتها مع ليال ونيكولاي بدون ضيف مثلي قد تطول إقامته في لبنان!

بَحَثَ لورنس كورديك في أوجه الفرق بين الشركاء المثليين والمثليات الذين يعيشون تحت سقف واحد. الشريكات المثليات عبّرن عن نظرة أكثر إيجابية للعلاقة مع الشريكة، وعن رِضاء أكثر عن العلاقة من نظرائهن من المثليين الذكور. وأبلغته النساء المثليات عن إعجاب قوي بالشريكة، وثقة أكبر بها، ومساواة أكبر في العلاقة مقارنةً بنظرائهن المثليين. (لورنس كورديك، 2003).

ليال مقتنعة جدّاً بأنّ وسيم يؤمِن من أعماقه بأنّه غير قادر على تكوين علاقة مشابهة لعلاقته مع شادي التي استمرّت لمدّة ثلاث سنوات فقط ولم تدُم الى الأبد. إنّ الناس عادةً لا يستطيعون إعادة خلق قصّة حبّهم الأولى، ولكن لحُسن حظّ ليال، فهي إستطاعت تكوين علاقة أفضل وأكثر استقراراً مع سُهى، وتتميّز بمكوّنات نجاح أعلى من علاقتها الأولى مع نور.
منقول عن مجلة برا “مجلة مثلية تصدر عن جمعية حلم اللبنانية”
http://www.barramag.com/p1603/


#2

موضوع جميل والمجلة فيها تفسير الى حد ما والذى ينقص المثليين هوسهولة
التعارف والتواصل وقبل هذا وذاك هو الحب


#3

الحب ولاغير الحب لانه دواء للقلوب العليله والشفاء للاجساد المحرومة


#4

جتنا نيلة فى حظنا الهباب …