تَجلس هُناك صامتة هادئة شاردة الذهن تُفكر كيف يُمكنها ان تهرب من هذا المكان ليس الهروب تحديدا انما هذا المأزق الذي لا ينتهي،
تأتي هي تجلس الي جوارها تقطع الصمت بكلمات لا جدوى منها وتسكت هي الاخرى بعد ان ترى انها تحاول ان تستنطق منها الكلام لكنها تطبق شفتيها وتتابع شرودها.
بينهما لغة تفاهم وحوار باليدين والعينين وحتى بالجسد أحياناً أٌخرى،، فهي تلاحظ حركة جسدها وتواطؤه ضدها لمصلحتها ،، تتأملها وتبتسم …والاخرى تفهم وتبتسم،
تعود تحدق في المجهول… وتبدأ الكلام والاخرى تنجرف بالحديث وكأنها حققت انتصاراً بجعلها تتكلم !
والكلام يأخذ مجراه والعيون …وفواصل الصمت كأنهما نقاط توقف، وتقولان اكثر من الكلام ذاته بلغة مواربة غامضة لكن لها سحرها الخاص،
لطَالما عَرفت ان غُموضها وتطرفها هو ما يشّد النِساء اليها في البدء وهي مَلتْ هذا، والصمت الذي يقعن تحت تأثيره هو نفس الصمت الذي يرفضّنه غداً ،، ارادت ان تقول لها ان تغرب وتبتعد عنها وتتركها لشُرودها ،، ارادات ان تقول لها انها تعشق ما يحدث بينهما وهي تدرك انه مجرد وهمها وإلهامها للكتابة،،
ارادت ان تقول الكثير لكن شفتيها ابتْ الا بالحديث العادي المُمل الرتيب،، فتضع فواصل بالصمت والابتسامات …
تقفان معاً،،
تسيران جنباً الى جنب ،،
جسداً الى جسد ،،تواطؤ بتواطؤ ،،،،وتكُملان الحديث.
تواطؤ
PROUD
#1