ما هو الخروج (Coming out/coming out of the closet) ولماذا هو مهم؟
تستخدم عبارة “الخروج” لتعبر عن عدة جوانب من اختبارات الشخص المثلي ، المثلية ، ثنائي الجنس:
الوعي الذاتي بالانجذاب لنفس الشخص ، إعلام شخص أو عدة أشخاص عن هذا النوع من الانجذاب ، والكشف على نطاق واسع عن هذا الانجذاب لنفس الجنس، وتعريف الشخص لنفسه وسط مجموعة المثليين المثليات أو ثنائي الجنس.
الكثير من الاشخاص يترددون قبل “الخروج” نتيجة لمخاطر مواجهة التمييز والتحيز، بعض الاشخاص يفضلون بقاء هويتهم سراً ، بعضهم يختار “الخروج” بشكل ضيق النطاق ، والبعض يختار “الخروج” بشكل واضح وأمام الجميع.
يعتبر “الخروج” خطوة نفسية هامة لأي مثلية ، مثلي أو ثنائي الجنس ، الأبحاث أوضحت أن الشعور الإيجابي تجاه التوجه الجنسي للفرد وإدماجه في الحياة يعزز الصحة النفسية والعقلية للفرد.
هذا الادماج غالبا ما يتضمن الكشف عن هوية الفرد لآخرين ، وقد يستلزم أيضً المشاركة في المجتمع المثلي ، فإن قدرة الفرد على مناقشة هويته الجنسية مع آخرين ايضاً تزيد من إتاحة الدعم الاجتماعي ، الذي هو بطبيعة الحال هام وضروري للصحة العقلية والنفسية.
كما هو الحال في مغايري الجنس فإن المثليين والمثليات وثنائي الجنس أيضاً يستفيدون ايجابياً من قدرتهم على مشاركة حياتهم والحصول على الدعم من عائلاتهم وأصدقائهم ومعارفهم، ولهذا فليس من المستغرب أن يكون المثليين والمثليات وثنائي الجنس الذين يميلون لإخفاء طبيعة توجههم الجنسي أكثر عرضة للاضطرابات العقلية والنفسية من المثليات والمثليين وثنائي الجنس الذين هم أكثر انفتاحاً ، بل ويكونون أكثر عرضة حتى لاضطرابات الصحة الجسدية والاصابة بالأمراض.
ماذا عن التوجه الجنسي و"الخروج" خلال فترة المراهقة؟
المراهقة هي الفترة التي يبدأ فيها الأفراد في الانفصال عن والديهم وعائلاتهم والبدء في ممارسة المزيد من التحكم الذاتي، المراهقة قد تكون أيضاً فترة للتجارب والعديد من الشباب يتساءلوا عن مشاعرهم الجنسية ، فإدراك المشاعر الجنسية هي مرحلة طبيعية من النمو بالنسبة للمراهقة ، وأحياناً بعض المراهقين تكون لديهم مشاعر او تجارب تجاه نفس الجنس ، مما يتسبب لبعض الارتباك حول طبيعة توجههم الجنسي ، هذا الارتباك يتلاشى تدريجياً بمرور الوقت ، بنتائج نهائية مختلفة للأفراد المختلفين.
بعض المراهقين يرغبوا ويدخلوا في تصرفات مثلية مع نفس الجنس ، ولكن لا يعرفوا أنفسهم على أنهم مثليين أو مثليات أو ثنائي الجنس بسبب القلق من وصمة العار المصاحبة مع كون الشخص غير مغاير جنسيا، وبعض المراهقين يختبروا استمرار مشاعر الانجذاب لنفس الجنس ولكن لا يدخلوا بأنفسهم في أية تجارب جنسية بل وبعضهم يتوجه لعلاقات مع الجنس الآخر لفترة من الزمن. بسبب نفس القلق من وصمة العار المصاحبة لكون الشخص غير مغاير جنسياً وقد يبقى بعض الشباب يحملون مشاعر الانجذاب نحو نفس الجنس لسنوات عديدة قبل أن يصبحوا فعلياً مرتبطين بعلاقات مع شركاء من نفس الجنس أو يكشفوا عن ميولهم للانجذاب لنفس الجنس.
بالنسبة لبعض الشباب ، هذه العملية من استكشاف الانجذاب لنفس الجنس تؤدي على تحديد هويتهم المثلية أو ثنائية الجنس ، بالنسبة للبعض الاعتراف بهذه الهوية يكون هو نهاية مرحلة الارتباك. وعندما يحصل هؤلاء الشباب على الدعم الكافي من الأهل والآخرين ، يصبحوا قادرين على العيش برضا وسعادة حياة صحية ويمروا بسلاسة خلال المراحل المختلفة للمراهقة. وكلما كان الشخص أصغر سناً في معرفة كونه غير مغاير جنسياً كلما قل الاحتياج لموارد أو مساعدات داخلية أو خارجية وبالتالي تكون الحاجة الأساسية هي الدعم من الأهل والآخرين وحسب.
الشباب الذي يعرفون أنفسهم على أنهم مثليين يصبحوا أكثر عرضة لمواجهة مشاكل عديدة ، منها التعرض للمعاملة القاسية ، مواجهة تجارب سلبية في المدرسة ، هذه التجارب قد تأتي بثمار سلبية ، كالأفكار الانتحارية أو الدخول في نشاطات عالية الخطورة كممارسة الجنس الغير آمن (دون استخدام طرق وقاية) ، اللجوء إلى الكحوليات أو المخدرات.
من الناحية الأخرى العديد من المثليين والمثليات وثنائي الجنس الشباب لا تزيد مخاطر اصابتهم بأية مشاكل صحية نفسية عن المغايرين جنسياً ، فعندما تظهر المشكلات تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باختبار الانحياز والتمييز في البيئة المحيطة بالشباب ، ولهذا فإن الدعم من قبَل الأشخاص الهامين في حياة المراهق يعادل الأثر السلبي لهذا التمييز الذي قد يتعرض له ويؤثر إيجابياً على سلامة صحته النفسية والعامة.
وهذا الدعم يتمثل في العائلة ، المدرسة ، والمجتمع بصورة أشمل يساعد في تقليل المخاطر ويشجع التطور الصحي للفرد ، الشاب يحتاج لرعاية واهتمام ودعم ، التوقعات الايجابية العالية بشكل يتناسب مع قدرة الشاب ، والتشجيع على المشاركة الفعالة مع الأقران.
المثليات ، المثليين وثنائي الجنس الشباب الذين يتكيّفوا ايجابياً برغم الضغط مثلهم كمثل البالغين الذين يتكيّفوا إيجابياً برغم الضغط ، يكونون مؤهلين ومقتدرين اجتماعياً ، لديهم مهارات عالية في حل المشاكل ، لديهم حس مميز بالاستقلالية ، والتحكم الذاتي ، هم من يستطيعون التطلع قدماً نحو المستقبل بخطىً واثقة.
وفي نفس السياق بعض الشباب يفترض الآخرون كونهم مثليين أو مثليات أو ثنائي الجنس فقط لأنهم لا يريدون التقيد بالأدوار التقليدية التي يلعبها النوع (المعتقدات الثقافية عما هو مناسب للذكورة أو مناسب للأنوثة شكلاً وتصرفاً). وبغض النظر عن ما إذا كان هؤلاء الشباب مغايرين جنسياً أو مثليين/مثليات أو ثنائي الجنس ففي جميع الأحوال هم يواجهون تمييز وتحيز مبني على أساس الافتراض المسبّق بكونهم مثليين/مثليات أو ثنائي الجنس. أفضل دعم لهؤلاء الصغار أن يقوم كل من المجتمع والمدرسة بتهيئة مناخ رافض للتمييز ضدهم سواء لفظياً أو بتصرفات جارحة.
في أي سن يجب على المثلي/المثلية أو ثنائي الجنس من الشباب “الخروج”؟
لا توجد إجابة بسيطة أو قطعية على هذا السؤال ، فإن مخاطر وفوائد “الخروج” مختلفة للشباب في مختلف الظروف ، فبعض الشباب قد يعيشون في اسر يتوفر فيها الدعم لميولهم الجنسية بصورة واضحة ومستقرة ، هؤلاء الشباب بالطبع تواجههم مخاطر أقل في “الخروج” حتى ولو في سن مبكرة، بينما الشباب الذين يعيشون في أسر أقل دعماً قد يواجهون المزيد من المخاطر في “الخروج” ويمكن لجميع الشباب الذين قاموا بـ"الخروج" قد يتعرضوا لمضايقات وانحياز وتمييز او حتى عنف موجه ضدهم ، سواء في المدرسة أو المحيط الاجتماعي أو أماكن العمل أو من قبل الطوائف الدينية ، ومن هنا يأتي دور الدعم من الأسرة والأصدقاء والمدرسة حيث يقوم بمعادلة التأثير السلبي لهذه التجارب.
ترجمة:د.د.ط
يتبع
.