المرأة الأخرى

أدب

#1

احاول ان اتكور على نفسي حتى لا تتبخري من بين مسامي
اخاف ان انسى ملامحك الدقيقة التي سكنتني لايام بدت كأنها سنوات طوال
الان بدأت استعيد لحظه لقاءنا … لم ترتسمي بذاكرتي ولم اشهق لحظه اللقاء الاول
كنت هناك واقفة في احدى زوايا اللوحة مع مجموعة من الاصدقاء الذين لم اميز فيهم غير اكبرهم سنا
وانت بملامحك بدوت كأي امرأه اخرى من غير حضور
لم ارك يومها كانت اللوحه مليئة بالالوان والاجناس والزخم دهشتي كانت اخرى
عند خيوط الفجر ورونقها اطللت اخرى مختلفة جلست في زاوية افكاري وبعثرت اسئلة بداخلي
من انت ومن اين اتيتي وكيف لم اشهقك زفيرا منذ اللقاء الاول الان اصبحتي الصورة والبرواز بالوانه الزاهية حد الجمال
لمحت ذلك المعلق على صدرك الذي منحوك اياه من غير علمك همست به سرا كررته مرارا
لم يكن ليليق بك سميتك اخرى في داخلي و شرياني
وقفت في احدى زوايا اللوحة ابث فرحي وانفخه دخانا حولي ومن فرحه غروري نسيت وجودك على الطرف الاخر
لكنك كنت هناك تسألينني عن دخاني و اشيائي
واختفيتي بعد ان رميت بداخلي فرحه اكبر
همست باكثر الكلمات رغبة… سمعت صوت ضحكتك عرفت انك لازلت هنا
لم تتوقفي عن الكلام وصوتك يرن في اذني

عرفت ساعتها بأني محاصرة وبأنك الاخرى في صحوي وأحلامي
واني مهما حاولت جاهدة لن افك قيد بروازي فقد اصبحت جزءا من الالوان وامتزاج افكاري
جلستي على قمة الوجع وبدأت تتحدثين لم يكن الكلام أجمل من بريق عينيك وشمس الظهيرة تأخذ من رونقك لكنها لا تضاهية
مددت يدك الي بكأس احمر قاني ورددت في داخلي
ايا ربي ملائكتي تركن لوح بروازي
ايا ربي حور عين تركن جنات أفناني
وأنا أهيم بحضورك الطاغي وأردد أضغاث أحلامي…,أضغاث أحلامي
وجاء الليل يزيد همومي واحيانا يخفهها
وسألت … وأخبروني انك كنت هناك واقفة تزيدين تلك الليلة بهاء
رأيت ابتسامتك …بمحاذاه الصمت واختفيت

تربعتي على عرش كبرياءك والنساء حولك…لم تعد اللوحة بجمالها وامتزاج الوانها …كنت خارجها أو تظاهرنا بعدم وجودي
ووجدت نفسي في مواجهة غرورك …
وطول الليل ارهقني ووجودك أعياني
أيام وخيالك يقيم في أروقتي ووجداني
ترسميني كيفما شئتي وتمزجين الواني

او لست من أظهرت في مخيلتي وتشكلت من بريق أحزاني
عرفت ساعتها انك الأخرى
وانك الأبعد
ولذتك ان تصنعين مجدك من معاناتي
وأن الحب عندك معركة
تمسكين بكل خيوطي تحركين عواطفي وانفعالاتي
وذهبت ليلتها اشكي همي لموسيقى تبدده
وجدت هناك معبدك والكل يطوف حول هالته
يقدسه ويأخذ من جسدك لذة الغفران
وأنا اراقبك
فعينيك محين معرفتي وشككن في قدرتي على قراءتك
رأيت في عينيك كل رغباتي
رأيت مالن استطيع ان اقوله ابدا حتى بعد أزماني
وجلست
أنت تأملاتي الوحيدة …والصمت الحاضر لا يقبل المناصفة
وكنت هناك ترددين صلواتي سرا
تفضحنا أعيننا وابتساماتنا وأشياءنا الصغيرة
واختفيتي…
ظهرت داخل اللوحه بانكسارك الانثوي
وأنا هنا قلبي يرتجف
جلست أمامك تحدثنا طويلا
سقطت كل اقنعتك وعرفت أنك لست بالأخرى ولست الهة
وأنك أنثى…
وأنك مثلي تبحثين عن أخرى وعن مدن وعن منفى…

نور سلطان
5 أكتوبر 2012
.


#2

هذ النص عميق ومؤثر ورائع فوق العادة! دمتِ مبدعة عزيزتي!


#3

سعيدة بثناءك على محاولاتي المتواضعة…شكرا


#4

سعيدة بثناءك على محاولاتي المتواضعة…شكرا