كيف يعرف الناس أنهم مثليين/ مثليات أو ثنائي الجنس؟
وفقاً للمعرفة العلمية والأكاديمية الحالية ، فإن عوامل الجذب الأساسية التي تشكل أساس التوجه الجنسي للبالغين تظهر عادة بين الطفولة المتوسطة والمراهقة المبكرة. وهذه الأنماط من الانجذاب العاطفي والرومانسي والجنسي من المكن أن تنشأ دون أي تجربة جنسية سابقة. من الممكن أن يظل الشخص عازباً ويبقى على علم بتوجهه الجنسي سواء كانت امرأة مثلية ، رجل مثلي أو مغاير الجنس.
,العديد من المثليات والمثليين ومغايري الجنس لديهم تجارب متفاوتة بشأن ميولهم الجنسية بعض الناس يعرفون أنهم مثليين لفترة طويلة قبل أن يقوموا فعلاً بعلاقات مع أشخاص آخرين. وبعض الناس يدخلون في نشاطات جنسية مع نفس الجنس و / أو من الجنس الآخر) قبل أن تتعين لديهم تسمية واضحة لميولهم الجنسية. التحيز والتمييز يجعل من الصعب على كثير من الناس الاعتراف والتماشي مع هوياتهم وتوجههم الجنسي وذلك قد يدعو البعض للقول بأن الهوية الجنسية المثلية قد تكون عملية بطيئة في الظهور.
ما السبب في أن يكون شخص ما له اتجاه جنسي معين؟
ليس هناك اتفاق تام بين العلماء حول الأسباب الحقيقية لتطور الهوية الجنسية لفرد ما ليكون مثلي / مثلية ، ثنائي الجنس ، أو مغاير الجنس ، على الرغم من وجود كثير من الأبحاث والدراسات عن احتمالية تدخل التأثيرات الوراثية ، الهرمونية والاجتماعية والثقافية وتأثير النشأة في تكون أساس للتوجه الجنسي ، ولكن لا توجد نتائج محددة تتيح للعلماء تحديد سبب محدد أو عامل بعينه أو عدة عوامل بذاتها لتكون هي السبب المباشر لظهور التوجه الجنسي، وكثير من الأفكار تتوجه حالياً نحو كون الطبيعة ورعاية أو تغذية هذه الطبيعة كليهما يلعبان دوراً معقداً في الأمر ، بينما تجارب الناس الشخصية تلعب دوراً ضئيلاً أو لا دور نهائياً في اختيار توجههم الجنسي.
هل المثلية الجنسية هي أحد أنواع الاضطراب العقلي؟
لا ، والتوجهات المثلية وثنائية الجنس ليست اضطرابات ، وقد اتفقت الأبحاث العلمية أنه لا يوجد ارتباط أصيل بين أي من هذه التوجهات الجنسية وعلم النفس المرضي، فمغايري الجنس ومثليي الجنس كليهما من الجوانب الطبيعية للجنس لدى البشر، وقد تم توثيق وجود المثلية في مختلف الثقافات والعصور التاريخية ، وعلى الرغم من استمرار القوالب النمطية التي تصور المثليين والمثليات وثنائي الجنس على أنهم من المضطربين ، إلا أن عقود من البحث العلمي والتجارب السريرية وجميع المنظمات الصحية والطبية والنفسية في الولايات المتحدة الأمريكية (وفي جميع الدول المتقدمة علمياً) وصلت إلى استنتاج أن هذه التوجهات تمثل شكل من أشكال الطبيعة في التجربة الانسانية، وأن العلاقات المثلية للمثليين والمثليات ولثنائي الجنس ، علاقات طبيعية تشكل شكل طبيعي من الترابط الإنساني ، ولذلك فإن هذه المنظمات الرئيسية من فترة طويلة قررت التخلي عن تصنيفات الشذوذ الجنسي كنوع من أنواع الاضطراب العقلي.
وماذا عن العلاج الذي يهدف إلى تغيير التوجه الجنسي للمثليين ليصبحوا مغايري الجنس؟
لقد أعربت جميع المنظمات الكبرى للصحة النفسية رسمياً عن مخاوف بشأن العلاجات التي تروج لتعديل الميل الجنسي ، فحتى الآن لا توجد بحوث علمية كافية لإظهار أن العلاج الذي يرمي على تغيير التوجه الجنسي (والتي تسمي أحياناً علاج تعويضي أو تحويلي) هي آمنة أو فعالة ، وعلاوة على ذلك يبدو من المرجح أن تعزيز العلاج يقوي بالتبعية الصور النمطية للمثلية ويساهم في خلق مناخ سلبي للمثليين والمثليات وثنائي الجنس ، بخاصة لهؤلاء الأفراد الذين ينشأون في بيئات دينية أكثر تحفظاً.
على صعيدٍ آخر كانت هناك ردود فعل مفيدة من المعالجين للأفراد المصابين بارتباك حول ماهية وطبيعة انجذابهم لنفس الجنس ، فعند مساعدة مثل هؤلاء الأشخاص على التعايش والتكيف مع التمييز الاجتماعي ضد المثلية ، يتم بنجاح حل المشكلات المصاحبة للصراع الداخلي لديهم ، وبالتالي يتسبب ايجابياً إلى وصول مثل هؤلاء لحياة سعيدة ومرضية.
منظمات الصحة العقلية الأكاديمية تدعو جميع أعضائها على احترام الشخص (طالب المشورة أو العلاج) واحترام حقه في تقرير مصيره ، مع الاعتبار الكامل لثقافة الشخص وعرقه وعمره وهوية النوع لديه وهويته الجنسية وتوجهه الجنسي ، وكذلك الاعاقات التي قد يواجهها في العمل ويتم التعامل مع كل هذه الخصائص الفردية والقضاء على العوائق التي قد تواجه الفرد نتيجة هذه الخصائص.
ترجمة: د.د.ط
.