ها انا ذا أخرج مجددا لأتمشى وحيدا في حارتنا الغالية بعد ان اخذت هذه الحرب كل فرحة وكل لحظات الصداقة التي عشتها “متأخرا” ولم أشعر بشيء منها …
ياسمينة أخرى … سأقطف ياسمينة جديدة كما اعتدت كل مساء واجلس وحيدا في زاوية من الزوايا غير مبال لمن يقنصون من الابنية منتظرا … رحمة من الله … أو رصاصة من قناص منهم .
اجلس واشتم الياسمينة واشعر بعبقها يثير في مشاعر ومشاعر … غريبة بمعنى وبلا معنى
تخرج انت فجاة من البيت لتنظر الي “كما اعتدت ان تنظر” بطريقة غريبة لا اعرف ما تقصد منها …
فإن وفقت واعجبتك نظرت الي نظرة اعجاب قاتلة وان لم اوفق وكنت باهتا وكئيبا … تنظر الي نظرة خيبة واحباط
لماذا احببتك ؟ واحببت كل شيء يتعلق بك ؟ ، طفلاك الصغيران اصبحت اعشقهما كما اعشقك واكثر …
انهما قطعة منك … جمالهما وبراءتهما ليسا الا جزء من جمالك وبراءتك … روحهما من روحك …
احبك لأنك الأب الحنون الذي من الصعب ان ارى مثله … احبك لأنك الزوج الملتزم واحبك لأنك الرجل
الناضج الذي يعمل بجد دائما … واحبك ايضا لأنك الشاب الأسمر الوسيم ذو القامة الطويلة والضحكة الجميلة
والصوت العذب …
هل تحبني ؟ اجبني … لو بنظرة كتلك التي كنت تنظر بها الى خالتي منذ سنين حينما كنت معجبا بها …
هل تتذكر عندما كنت طفلا صغيرا ارافقها واراكما تسترقان النظرات والكلمات …
اتوسل اليك ان كنت غير مهتما بي أنا الفتى الوسيم الناعم فأرجوك أن لا ترمقني تلك النظرات الجريئة
الجذابة وان تكف عن اغوائي …
ذبلت الياسمينة في يدي … مصيرها ان ترمى في الأرض ويداس عليها بعد ان استمتعت برائحتها
واعلم جيدا ان كل مساء في هذا الخريف سأقطف ياسمينة جديدة …
.