الاستسلام هو اسلم الحلول
و هو أسهلها
لكني لا يلزمني أن اتخذ قرار الاستسلام فأنا استسلم بسلام و تلقائية
كما اليوم
صباحا استسلمت لذلك الشعاع الساقط علي وجهي من تلك السماء المزعجة و استيقظت
و استسلمت لمنظر علبة السجائر بجوار السرير و أخذت سيجارة و دخنت
و استسلمت للصقيع و ارتديت معطفي الملقي علي الكرسي بجواري
و استسلمت لشعوري بالبكاء أمام مرآة حمامي و بكيت
و استسلمت للرغبة في غرس وجهي في منشفتي لحلمي بأني عندما ارتفع بوجهي سأكون هناك في مكان أخر بأناس آخرون و أفكار اخري فغرست وجهي
و استسلمت للعودة للغرفة و ارتداء نفس ملابس امس لمجرد بأن ذلك يعطيني شعور بالبؤس و الكآبة العميقة و لدلالة هذا الأمر علي الرتابة فأرتدي
و استسلمت لحكم من حولي علي أخلاقي و علي بارتداء الحجاب -رغم إني توقفت عن الاقتناع به منذ مده – فارتدته
و استسلمت لعقلي و أنا انزل سلالم بيتنا و هو يعد لي ما اكرهه بي و بما أحياه و أعددتها و كرهتني أكثر
و استسلمت لتهوري في مرور الطريق و الفكرة الخبيثة بأني عندما افعلها فربما سيارة تقودني لطريق الخلاص و أستريح مني فأمر سريعا دون النظر
و استسلمت بعد ذلك لاستسلامي لكل تلك الأفكار و مررت بالطريق عودة للبيت و تسلقت السلالم و غلقت الباب و تخلصت من ملابسي و أغلقت تليفوني حتي لا يتصل بي من واعدتهم بالقدوم و بكيت …
بكيت حتي النوم
و عندما استيقظت مساءا استسلمت لاستسلامي ثانيتا و أخذت علبة السجائر و أخذت احتضن رجلي إلي صدري حتي اشعر بالاطمئنان و باشرت أدخن واحدة بعد الاخري حتي انتهت علبه السجائر
و الاسوء من كل هذا بأن يومي اليوم انتهي بأني استسلمت لإيذائي بشئ حاد حتي اشعر بالألم و ليبعد هذا الألم الجسماني تفكيري بهذا الألم القابع بداخلي
و استسلمت للنوم لاستيقظ علي يوم آخر ملئ بالاستسلام
أتعرفون تلك اللعبة التي تتكون من نقاط و من ثم بعد إيصالهم يظهر لك شكل لم تكن لتتخيله إذا لم تتصل النقاط
يقول البعض بأن الحياة مثل تلك اللعبة ربما تتضح لك نقاط لكنها في النهاية شئ له معني
لم أعي يوما وجه نظر هؤلاء الأناس و لا أظن إني سوف أعي أبدا , فمن الصعب علي واحدة مثلي أن تتصور إن في تلك الحياة المقززة ما هو أكثر مما تراه
و كيف يمكنني ذلك ؟؟؟؟!
.