استعدت ذاتي القديمة

أهواء
جنسانية

#1

منذ طفولتي، كنت دومًا أنجذب إلى عالم النساء… لا مجرد إعجاب خارجي، بل رغبة عميقة بأن أكون إحداهن. لم أحب كثيرًا كوني ولدًا، بل شعرت أن هناك شيئًا لا يشبهني في ذلك الجسد. كنت أراقب الفتيات بطريقتهم في الحديث، في الحركة، في الشعور، وأتمنى أن أكون جزءًا من هذا العالم الناعم الذي شدني دومًا.

في المدرسة الابتدائية، دخلت في علاقات طفولية بريئة، لكنها كانت تعبّر عن شيء دفين داخلي. لم تكن علاقات مكتملة، بل لمسات ومشاعر تتخللها أسئلة لم أكن أملك لها أجوبة. وعندما بلغت، وبدأ التستوستيرون في الاندفاع، ازدادت حيرتي… رافق هذا التغير الجسدي شعور بالقلق الدائم والتوتر، وكأن تلك المشاعر القديمة اختبأت في زاوية مظلمة من عقلي، غير قادرة على التعبير.

لفترة طويلة، لم أعد أفهم نفسي. بدأت أعيش في انفصال عن ذاتي، كما لو أنني أراقب شخصًا آخر بداخلي، شخصًا لا أعرفه جيدًا. حتى حين كنت أشاهد المقاطع الإباحية، لم أكن أرى نفسي الرجل، بل كنت أضع نفسي دومًا في مكان الطرف الأنثوي… كنت أتخيل نفسي هي، هي التي تتلقى، هي التي تُحتضن. لم يكن مجرد خيال، بل كان انعكاسًا لرغبة دفينة في داخلي.

ثم جاء لوستيرال … وبعد خمسة أشهر من استخدامه، شعرت أن شيئًا ما عاد إليّ. القلق بدأ يهدأ، والغشاوة التي كانت تغطي مشاعري بدأت تزول. بدأت أرى من جديد تلك الطفلة الصغيرة في داخلي، التي لطالما شعرت أنها أنثى. عادت إليّ ذكرياتي، عاداتي القديمة، إحساسي بنفسي. وكأنني خرجت من سجن نفسي ظللت فيه لسنوات دون أن أعي.

وحين عدت إلى ذاتي، لم أتردد. بدأت العلاج الهرموني، وأنا الآن في منتصف طريقي… أخيرًا أعيش كمن أنا فعلًا، لا كمن كنت مجبرًا على أن أكونه.
هذه ليست بداية، بل استعادة… استعادة لحقيقتي، لذاتي، لحياة طالما حلمت بها


#2

كملي واستمري في طريق علاجك :kissing_heart::kissing_heart: