يحتفل العالم هذه الايام بمسيرات الفخر(gay pride) ونحتفل نحن أيضا بالربيع العربي الذي منحنا الأمل ببزوغ فجر جديد لثقافة التعرف على وقبول الآخر والابتهاج بالتنوع الإنساني بما فيه اختلاف الميول الجنسية و الجندرية.
لقد شارك المثليون والمثليات في ثورات بلادهم جنبا إلى جنب مع كل الثوار وبذلوا دماؤهم وأرواحهم ليس تفضلا وإنما إيمانا بواجبهم لأجل أحلام بلادهم في غد أفضل، وكما أن أحدا لا يستطيع تحديد معتقدات وأفكار الشخص السائر بجانبه في مظاهرة أو الواقف في اعتصام فأيضا لا يستطيع أحد معرفة ميول ومشاعر من يسانده كتفا إلى كتف في الصف أو حتى يموت لأجل قضيته في الحياة،نحلم بمستقبل عربي مشرق يحمي حقوق جميع البشر في الوجود والاستمتاع بالحياة بحُرِّية وكرامة ومساواة.
ندعوا النشطاء والحقوقيين وكل المهتمين بقضايا التنوع الإنساني والمساواة في الحقوق والواجبات وقضايا المواطنة والعدالة الاجتماعية، كما ندعوا المثليين/ات أنفسهم لمزيد من المشاركة بفاعلية وإيجابية وتعاون من أجل التأثير الفعال لتغيير وتطوير الثقافة والمفاهيم الجمعية لشعوب المنطقة كافة و التي تنزع لاضطهاد المثليين/ات و معاملتهم بكل قسوة و وصم و تمييز.
إن أول خطوة جوهرية في طريقنا معا لهذا المستقبل تتمثل في تأكيد "أن المثلية الجنسية طبيعة وليست اختيار، وأن رهاب المثلية موقف وإصرار "
ونحن إذ نحلم معا بعالم يتسع للجميع ندعو البشر أجمع للاجتهاد في نشر رسالة الاحترام المثليين لأن هذه الرسالة حقيقية وليست ترفا هامشيا وليست في مؤخرة الأولويات وإنما هي ضرورة حياتية تنقذ الكثيرين من الذين لايزالون يعانون القهر والكبت والاضطهاد في ظل ثقافة حاكمة تصل في مستوى قسوتها لحد القتل بشكليه المادي والمعنوي و الذي يتعارض بشكل أساسي مع كافة المواثيق و العهود الدولية التي تحفظ حقوق و كرامة الإنسان .
وهذه الرسالة لا نوجهها فقط لإخواننا وأخواتنا المغايرين غير المثليين وإنما أيضا هي رسالة موجهة للمثليين/ات في منطقتنا الذين بسبب ضغوط مجتمعاتهم وثقافاتهم لا يزالون يصارعون دواخلهم وذواتهم لقبول مشاعرهم وميولهم إذ بكل حُب نقول لهم: لن تناولوا مكانا حقيقيا في العالم إلا بخلقكم المكان أولا بأنفسكم و لأنفسكم بانطلاقكم للحياة بثقة في كونكم حقا تستحقونها كما يستحقها أي مواطن آخر.