مفاهيم خاطئة حول الميل المثلي في الجنس

صحة
جنسانية

#1

كثير من الناس يعتقد أنّ الشخص المثلي هو شخص اختار أن يكون هكذا بملء إرادته، ويرتّبون على هذا عدّة مفاهيم وأحكام ونظرات تنطلق من اعتبارهم أنّه مخطئ في اختياره.لا بدّ لنا بداية من التأكيد على عدّة حقائق توصّلت إليها علوم إنسانية عديدة كعلم النفس والطب وعلم الاجتماع والتربية، بل وعلم الحيوان أيضاً، وهي التالية:

  1. لم يثبت أنّ هناك سبب محدّد وواضح لبروز الميل الجنسي المثلي لدى الفرد. رغم وجود العديد من الأبحاث التي تصدّت لتحديد أسباب هذه الحالة، لكنّها بقيت كلّها في نطاق الاحتمالات والترجيحات والتصوّرات دون أن تصل إلى إثبات علمي واضح ومحدّد.

  2. لم يجد أيّ من العلوم السابقة سبيلاً للسيطرة على الميل الجنسي لهؤلاء وتحويله إلى ميل آخروي (الميل إلى الجنس الآخر). حتّى علم النفس، وهو المخوّل أكثر من غيره، فشل في تحويل هذا الميل أو السيطرة عليه، أو نفيه.

  3. تمّ تسجيل العديد من الملاحظات عن وجود ميول مثلية لدى عدد من الحيوانات، بدءاً من رقصات الإغواء بين ذكور البط، وانتهاءً بممارسة النكاح بين بعض ذكور القطط والقردة.

  4. إضافة إلى هذا كلّه، وفي محاولة لاستعراض حكايات العديد من الشبان المثليين والشابات المثليات الذين تكلّموا عن تجاربهم، نجد الكثيرين منهم قد أحسّوا بهذا الميل في سنّ مبكّر، ودون تعرّضهم للتحرّش الجنسي من مثيلهم في الجنس. وعلى العكس من الاعتقاد السائد، بأنّ هذا التحرّش (أو تعرّض الذكور منهم للاغتصاب تحديداً) هو السبب المباشر لهذا الميل.

إذاً بدا من الواضح أنّ الميل الجنسي المثلي، يظهر ويتطوّر بشكل طبيعي، كالميل الجنسي السائد لدى جميع الناس، بل والحيوان أيضاً، فهو ليس اختياراً واعياً بمحض الإرادة. ولا تستطيع الإرادة أن تتحكّم به وتغيّره، فهو كالميل الجنسي السائد، لا يمكن كبته إلاّ في حالات خاصّة جدّاً كحالات الترهّب أو الزهد، حيث يتمّ ضبط هذا الميل والامتناع عن ممارسته، لكنّه يبقى كَمَيل جنسي مثلي واضح ومدرَك من قبل الفرد.هنا لا بد من استعراض العديد من المفاهيم الخاطئة المبنية على اعتبار أن المثلي اختار مثليته بملء إرادته، فأغلبية الناس تنظر إليه على أنّه خاطئ وشاذ ويستحقّ اللعنة والعقاب، وذلك تحت تأثير عدّة مؤثّرات تركت آثارها على ثقافتنا وتربيتنا.فمن المفاهيم السائدة في مجتمعاتنا النظرة إلى المرأة على أنّها أقلّ مستوى من الرجل، وعلى أنّ النساء “ناقصات عقل ودين”… وهذه النظرة لها علاقة بالموروث الذي نشأ منذ عصور قديمة جدّاً حيث كان أيضاً ينسب للمرأة كلّ ما هو شيطاني.

وهذا جاء كردّ فعل غير واعٍ على عهد كانت المرأة فيه هي التي تسود أمور البشرية فيما يسمى العصر الأمومي في التاريخ القديم، حيث كانت الآلهة الأم، وحيث المرأة هي الكاهنة والعرّافة والمسؤولة عن الأسرة، وحيث الأطفال يتبعون للأم.وفيما بعد وحين ساد المنطق الذكوري، غالى هذا المنطق في ردّة فعله على زمن كان المنطق الأنثوي هو السائد، وبات يقلّل من شأن كلّ ما هو أنثوي حتّى أن هذا التمييز تداخل مع التفاسير المختلفة للأديان، وجعل (الدين) ينحاز لجهة دون أخرى، بل واستطاع أن يضع قوانين تعزّز مكانة الذكر المتفوّقة، وهذا ما استطاعت مجتمعات عديدة الخروج من تأثيراته وما زلنا نحن هنا نناضل من أجل قوانين تنصف المرأة وترفع عنها هذا الجور والظلم والتعسّف.من تداخل كل هذه النظرات السابقة فقد جاءت النتيجة أنّ الرجل الذي (يختار) أنّ يتشبّه بالـ(مرأة) فهو إنسان أقلّ مستوى من الرجل، بل وفيه مسّ من الشيطان - وكنّا قد أوضحنا أنّ الأمر ليس اختياراً - ويتبع هذا، كلّ ما تتفتّح عنه القريحة الذكورية المغالية في ذكوريتها، من صفات ونعوت…هذه المفاهيم السائدة في مجتمعنا تؤثّر أوّل ما تؤثّر على الشخص المثلي نفسه، حتى قبل أن يعرف أحد ما بميله ويصفه بأيّ من هذه الصفات، فثقافة المثلي ومفاهيمه وليدة هذه الأفكار ذاتها، ومن هنا يبدأ الصراع الداخلي بين ميوله، الطبيعية رغم اختلافها عنها عند الآخرين، وبين المفاهيم التي ربي عليها، ونتيجة لهذا الصراع تتبدّى الكثير من ردود الفعل اللاواعية والتي تنعكس على تصرّفاته، فلا بد لنا من التمييز بين مثلية الجنس لديه وتمظهراتها، وبين الصراع الدائر بين ميوله ومفاهيمه، وتمظهرات هذا الصراع، والفرق برأيي كبير جدّاً.كنت قد تكلّمت عن الرواسب والأفكار التي أدّت إلى النفور من المثليين والمثليات بشكل عام، وهو ما يسمّى برهاب المثلية، وقلت أنّه قد يوجد لدى الكثير من المثليين والمثليات مثل هذا الشعور مما يشكّل في دواخلهم صراعاً قويّاً بين ميولهم وأفكار غرست في أدمغتهم نتيجة موروث طويل.وذكرت أنّ الميل الجنسي المثلي هو ميل طبيعي ويتبدّى في كثير من الأحيان منذ الطفولة وبدايات الوعي الجنسي.وبين الطبيعي (الغريزي) الذي لا يمكن التحكّم به وتغييره، والثقافي (الذي هو نتاج إنساني تراكمي)، نجد أنّه من الأجدر أن نتوجّه بالدرس والتحليل والنقد، ومحاولة تغيير، لما هو أصلا نتاجنا ونتاج موروثنا الطويل، لا لما هو طبيعي.لو حاولنا أن نتفحّص السلوك الاجتماعي لدى بعض الأشخاص المثليين والمثليات في مجتمعنا لوجدنا تفاوتاً واضحا جدّاً بين شخص وآخر، على عكس ما هو سائد من أن جميع المثليين فاسقين.

وهنا أودّ أن أطرح سؤالاً:هل الأشخاص (الأسوياء) جنسياً يتشابهون جميعاً في السلوك الاجتماعي؟؟؟؟؟ أو: هل جميع النساء فاسقات؟؟؟ بالطبع لا… فمن الطبيعي جداً ألا نربط بين الميل الجنسي والسلوك الاجتماعي، ولكن الحاصل في مجتمعنا هو التالي: نتيجة لرهاب المثلية المتفشّي في مجتمعاتنا وللصراع الذي يعيشه المثلي بين مثليته ورهابه أو خوفه من المثلية، فإنّ حالة من عدم التوازن قد تسيطر عليه، وتظهر ردود أفعال مذهلة في تنوّعها واختلافها بين شخص وآخر، فالبعض ينحاز فوراً إلى التطرّف وتحدّي المجتمع، فتراه يكشف مثليته ويظهر بمظهر وملابس أشبه بالعاهرات، ويدّعي بأنّه يفهم تماماً ما يريد، لكنّ الواقع هوّ أنه ضحية ردّة فعل لا واعية على رهاب المثلية الذي يسكنه ويسكن عقول من حوله، بل أنّ البعض يتمادى في هذا المظهر لدرجة أنّه يبدأ يستمتع بنظرات الرفض والاحتقار، إلى أن يتطوّر هذا الشعور إلى نوع من المازوشية، ويكون بهذه الحالة ينتقم من نفسه لأنّه مثليّ وفي قرارة ذاته يرفض نفسه.البعض الآخر يميل إلى الانطواء والانعزال والخجل، وهم غالباً ممّن يستطيعون التحكّم في غريزتهم وقد لا يقدمون على ممارسة الجنس، لكنّهم يبقون في حالة من الحرمان والإحساس بالنقص والعجز. والبعض الآخر يرفضون أنفسهم كمثليين تماماً رغم أنّهم قد يقدمون على ممارسة الجنس لكنّهم يعيشون حالة من التناقض القوي بين وجهين يحملانهما، وقد يصل الأمر أيضاً ببعض المثليين إلى الانتحار…لكنّ البعض أيضاً يستطيع التخلّص من رهاب المثلية أوّلاً، والتوصّل إلى فهم عميق ودقيق لدوافعه ثانياً، وإلى القناعة التامّة بأنّ هذه الدوافع والرغبات حقيقية وطبيعية وشخصية ولها الحق في أن تأخذ مجالها في الحياة، ولكنّه يعرف في الوقت ذاته أنّه يعيش في جوّ مفعم برهاب المثلية، فيستطيع أن يرسم خطواته بهدوء من أجل أن يعيش حريته ويحترم مشاعر الذين يحيطون به في الوقت نفسه، لكنّ شيئاً ما، ما زال ناقصاً… وهو خوفه الدائم من (انكشاف) أمره لأنّ النظرة الاجتماعية ستعامله كمجرم أو كخارج عن الأخلاق بمفهومها المشوّه السائد.وللبحث تتمّة…

منقول
العضو كمال نعمان
صفحة الصحة الجنسية للمثليين
https://www.facebook.com/healthofgay
.


#2

شكرًا momen لمشاركة هذا المقال المهم!


#3

جزيل الشّكر !


#4

بحث اكثر من رائع ويحتوى علي اشياء نشعر بها كما الدواء للمريض واضيف ان الحب هو عصب العلاقة
ومن غير الحب لا نشعربالمتعة الحقيقية والعلاقة مع فرد افضل من العلاقات المتعددة
ويفعلها التوافق الشخصى والانسانى والجنسي والاشتياق للحبيب


#5

ان الطريق الي المثلية يبدأ مع اول ممارسه وفي اي سن سواء اغتصاب او برضاك والممارس معاك
يشدك الى المثلية بنزول منيه الى داخلك وهنا يتولد الهياج الجنسي داخلك وجنون الاحتياج
يظهرعندما لا تجد من يعطيك هذه الجرعة لتكون مهدئ لأعصابك وجسدك والفطريات
تنهش في جسدك ان لم تعطيها الجرعة المطلوبه ويغلفها المتعة وهنا اصبحت
باختيارك لانها بقت ادمان اكثر من ادمان المخدرات او المسكرات


#6

شكرا لك :smile:


#7

This user has deleted their account


#8

مشكور أخى على الموضوع القيم والهام جدا …


#9

موضوع جميل جدا
استفدنا منه جميعا
شكرا لك على الموضوع ده


#10

شكرا مؤمن , مقال أكثر من رائع


#11

This user has deleted their account


#12

كلامك غلط لان في كتير مثلين و عمرهم ما اتعرضوا لاي نوع من الاغتصاب و عمرهم ما مارسوا حتي و ايه اللي جاب المثليه للادمان يعني الراجل المغاير عرف انه بيحب الجنس التاني عشان هو مارس مع واحده… الميول الجنسيه موجده في الانسان سواء انه جرب او لا


#13

كلامك مظبوك انا في المجموعه التانيه عايش في وده و عزله و اكتئاب مستمر…