دعو للتأمل وسؤال مطروح للأجابة


#1

المثلية كما سمعت عنها وعرفتها
ما معنى ان تكونى مثلى شاذ مغير جنسيا كل هذه المفردات المجردة التى لم اجد لها رد فى طفولتى ولم اكن اسمع عنها لا أحد منا ينسى أول ما رأى من إباحية وكيف تؤثر فيه فما الحال حين أول ما يراه هو بين رجلين ثم بين امرأتين ثم اوضاع سادية للنوعين الا ان الغريب أن المرء أعجبه كل شئ وأصبح مثار على كل شىء وعندما رأى الوضع الطبيعى لم يتأثر فعندها ادرك أنه لا ينتمى لنوعة أو لفصيلته
انكب يسأل من أنا ماهى هويتى هل اكون هؤلاء كلهم ام لاحد منهم
إذا تيقنت حقيقة هل أنا هو ما أثار عليه اذا انا مثلى لأنه أكثر شئ يثيرني والانواع الاخرى تباعا من انا بدا اجوب بالبحث والرؤية
فاجد ان فى الماضى وعندما اقول فى الماضى اقصد فى الحضارات السابقة كان هذه الممارسات تمارس ولعل هناك ممارسات لم نسمع بها او لم تصل إلينا وظلت تمارس فى كل حضارة وكل شعب ومهما ادعى شعب براءته منها فهو التاريخ الذي لانغيره وظلت هكذا حبيسة القصور والمنازل والحانات لا يعرف بها الشعب او بمعنى اصح يتجاهل ذكرها والحديث عنها وظلت هكذا حتى قرابة القرن 19 وفي سابق هذه الفترة كاملة هل كانت لا تمارس لا بل هى كانت ولا احد يستطيع ان ينكر
لكن السؤال الحقيقي الذي يجب أن نسأله كانت تمارس بدافع ماذا الحب ام الغريزة فى الارجح هى الثانية لان الاولى تعنى فى الماضى ليس كلمة فقط بل أسلوب حياة فمن تحبه هو من تكمل حياتك معه للرمق الاخير الا ان هذا لم يكن موجود بالنسبة للمثلية بكل صورها وان كان من الممكن أن تمارس بجانب مظلة الزواج الرسمى في الماضي
الذي هو هدفة فى الغالب هو الاستمرار فى النوع والنمو والغريزة الجنسية والتكاثر عند الرجل و المرأة و اخر الاهداف هو الحب الذى لم نسمع عنه فى الماضى سوى من القصائد عند بعض الناس فلم يكن هو المنشود في الحياة هذا
هو الماضي بكل مافيه فماذا تغير
بعد القرن 19 رمت الثورة الصناعية بثقلها على العالم وحررت المرأة من حجرات المنازل والبيوت وخرجت المرأة فى الشوارع لتتسوق وتشترى احتياجات المنزل ومع بدايات القرن الـ20 خرجت المرأة فى سوق العمل وشاركت الرجال فى الاعمال والاشغال بل بعض النساء ارتفعت مكانتهم عن الرجال هنا …
وفى هذه الفترة تحول الحب من أمر ثانوى إلى أمر اولى فلم تعد المرأة مرغمة على الارتباط بشخص لتلبية احتياجتها بل لشخص تكمل الحياة معه كل هذا والمثلية متواجدة وتمارس فى كل الشعوب وكل الثقافات ولكن ففى هذه الفترة التي انتشر فيها الحب و الكلاسكيات السينما والمسرح ونجوم الغناء فى عشرينيات وثلاثنيات القرن الماضى أصبح الهدف الذي طغى وجوده على الجميع هو الحب ليست الغريزة ولا متطلبات الحياة
وطلت الحرب العالمية الثانية بريح النازية التي رفعت بعض الشعارات البالية لأجل عملية تطهير والبحث عن (الإنسان الأول ) ومن ضمن ما رمت المثلية وكل من يمارسها مثلها مثل من حاول ردم بئر فتفجرت عين من الماء انتهت الحرب وظل الفرد يبحث عن الحب مع النوع الآخر فوجده
وتطورت المجتمعات الغربية فى ان الاشخاص يريدون الحب وإشباع الرغبات الجنسية التي وجدوا ان الحب فقط لا يكفى بل الرغبة ايضا ولعل ذلك ازداد تأثر بمحتوى الاباحية النظيف الذى انتشر أواخر الستينات وحتى منتصف الثمانينات أما في مجتمعاتنا كانت هذه الفترة انفتاح على ثقافات العالى وحاولت ان تحافظ على الثقافة التى توارثناها من الأجيال السابقة بجهلها وتقديمها البسيط
و ما أصاب العالم ما أصاب من العولمة التي انفتح عليها الأجيال بشغف دون أن نعلم التطور الحياة ومتطلباتها وفي العالم الغربي اصبح امر الحب ليس يكفي أن يحدث بل يجب ان يكون مستمر طوال فترة الارتباط و أصبحنا نرى العديد من حالات الخيانة سواء من الرجل والمرأة لأجل الرغبة فأصبحنا نرى الارتباط دون زواج إذا كان سوف يحقق الحب والحرية فى الرغبة
هنا… ما علاقة المثلية بذلك أقول أن من لم يستطع أن يجد له مكان وسط هذا النظام لجاء لتحقيق الهدف اولا الهدف الذى هو الرغبة وليس الحب ومع وسائل التواصل وانتشار الإباحية أصبح هناك يربطون هويتهم الجندرية بما يثير رغباتهم اولا
دون ان يدركوا ان الاثارة مراحل وكلما كانت أكثر غرابة و خروجا عن المألوف كلما كان الامر مثير وممتع اكثر بكثير وهذا ليس شئ يخجل المرء منه لانه انسان وهؤلاء هم معظم المثليين باحثين عن الرغبة التي يمكن تطويرها لكي تحقق أكثر الرغبات امتاعا بين النوعين تقبل منهم لكن المشكلة في هؤلاء هو الخجل الذى يمنعهم من توضيح رغبتهم فينتج عنه اما حياة رتيبة بلا طعم او احساس بالذنب طوال الوقت أو عدم الدخول فى علاقة جدية خوفا من فضح الطرف الآخر وعدم تقبله لها
أما القلة الراقية من المثليين الذين هم اشخاص سمعوا عن الحب و سمعو عن الرغبة فتركوها رغبة فى الحب وبحثوا عنه في الطرف الاخر الا انهم لم يجدوه فبحثو عنه مع نفس النوع فوجدوه يا ترى اذا هناك طرف من النوع الآخر يبادلك الحب والتقدير هل ستستمر العلاقة مع نفس النوع (سؤال للتأمل) ام الرغبة فى عدم الاخفاق فى اختيار أو عجز عن التجريب يمنع الفرد فى اتخاذ قرار؟