هذه المرة سأقوم بتمزيق جسدي…سازينه بالنقوش… بألواني المائية…وابدا عملية التفريغ…لن تضحي ثانية عزيزتي…أنا من افعل هذا الآن
سأصعد بمطلع السمفونية التي ستساعدني على اكمال هذا…العشق…
لما كان العالم باهتا…كنتي كالبرق…ولما كان العالم مخضرما…كنت أكثر ما أراه أصالة…
نحن نرى الكون سويا…نرى فجواته التواقة لكل ما يحمل آلامها
…كل ماهو مقدس ولوثته العقائد
كل ماقد جمع بين المتعة والألم…
كل ما تعلمين ومالا أعلم…كل ماهو نقي…كل ما يودون تشويهه بالتعريف المطلق…كل القوانين التي تكبح جذورنا
…أتالم عندما أرى ان الخوف هو ذلك الكائن الدميم الذي ضم بقبضتيه على عالمنا
الشعور بالغربة والغرابة
ولكنني صالحت هذا الكون عندما أصبحنا جسدا واحدا…
عندما اختفت العوالق والفروق
عندما آمنا أنه ما بيننا ليس ماديا مجردا…انه ليس مغامرة لكل منا حتى يكتشف ذاته
انه أعمق من هذا بكثير
أن الرابط الروحي ليس خيالات محضة…أننا نستطيع الوصول الى المطلق…
…أنه كل ما تم تقنينه هو كل ما عجزوا عن ادراكه
أن الفلسفة وعلوم النفس والأحياء…لم يستطيعوا ادراك ما نحن فيه
أن العبرة بما سنكون عليه
أن الكون أعمق من أن يكون تناسلا
أن الحياة أرقى من أن تكون أعدادا
أن الوجوه لا تلبث حتى تندثر…وأنه ما قد علق في أذهاننا الآن ليس ماحدث…بل ما سيحدث…
أننا عبثنا بالقدر الكافي كي نجد أننا نزداد عمقا عندما نزيل ما توارثته الأجيال من اللا آدمية التي توقف نمو الانسان فيها
وتحول الى عدم
هذا العدم المادي الوجود…يحدث في مستويات الطاقة الضحلة
يخرج جسيمات ليس لها هوية
تتفاعل مع جزيئات الزمن الساكن…لتجعله يمضي…
لكن الحقيقة انه فقط يمضي…يمضي في اضطراب يمضي الى الفوضى
نحن الآن نرى أن الأصالة هي ما سيحمي هذالعالم الفوضوي…
حتى وان كنا قطرة واحدة
لن نٌدلس الحقائق ونرضى بالواقع
سنحلم سويا الى ابد
الى المطلق
الواقع اننا سنبكي ونصرخ ونهجر ونتالم…اننا سنرفض ونهاجم…اننا قد نصنع الامنا
الواقع ان تتساقط جزيئاتنا…ان نندثر تحت التراب…هذا ما نخشاه
اننا لا نرى مستقبلا في هذا الكون البليد
أن كل ما عجزوا عن فَهمه صنفوه
أن كل من تجاوز حدود العقل المصمت قيدوه
اننا في آخر الأمر يجب ان نصنع شيئا مميزا
فلا تخضعي
ولن اخضع
هذا هو العهد.