“الصحة النفسية للمثليين”،كنت أواجه شخصيا مشاكل عديدة في استيعاب نفسي وتقبلي لذاتي من خلال مجتمعي الذي يرفضني قلبا وقالبا.وحينما ينظرون الي ،فسينظرونني كأنثى تداعب اخري على سرير مخملي في مشهد مثير للشهوة للذكور باإضافة انه مشهد منقوص لديهم يحتاج المحرر الإسطوري(الذكر) لكي يتدخل وينقذ الموقف.
هذا التصور قد واجهته بشكل صريح أو ضمني مع بعض من أصدقائي الذكور ومنهم من هم على علم بما أنا عليه،ولكن ذلك كان تصورهم عن المثلية الجنسية لدى الإناث.وبعضهم من يلجأ للتحليلات النفسية مثل:أنت عندك عقدة من الجنس الآخر،أكيد تجربتك مع الذكر قد اثرت عليكي،أبوكي أثر عليكي،أمك كانت شخصية متسلطة،انتي بتختلفي لمجرد الإختلاف،انتي حاقدة على المجتمع الذكوري وسيطرته وبتحاولي تضاهيها بميلك للإناث …وهلم جرا من الأحكام العرفية المجتمعية التي لا تتوقف عن تصنيفي بشكل عام خالطين بين اختلاف التفاعل الانساني اتجاه ظروفه ومن حوله وبين المشاكل النفسية الناشئة عن الإعتداءات الجنسية،أو عن كبح هويته(اذا كانت تلك احدى الإحتمالات لديهم حتى).
وكما أن هناك خلط بين الشهوة المفرطة والتعددية في العلاقات التي قد تفقد العلاقات الإنسانية معناها،كما في العلاقات بين الذكر والأنثى،فهناك ماهو مثلها تماما في العلاقات المثلية أو المختلفة بشكل عام.حيث لا أرغب في تصنيف الناس في خانات من أجل هويتهم الجنسية.
ثم يذكر لي أحدهم أننا نخالف سنة الكون في التكاثر،فأقول له أظن أن هناك كم هائل من الأطفال الناتجين عن “التكاثر” هذا مشردين في الشوارع،أو متواجدين في دور الأيتام أو غير خاضعين لأي رعاية أو اهتمام من قبل والديهم “السويين”،والذي قد ينتج عن خلق أفراد غير “سويين” انسانيا بغض النظر عن هوية والديهم الجنسية، بالإضافة عن المغايريين جنسيا وعاطفيا ليسو أغلبية مجتمعية هم قلة، فإن كانو أكثرية لما كان أحد يخاطبني بهذا الكلام الذي تخاطبني به من حين لآخر،فأرد عليك بنفس الإجابات.
وبما أننا ان قمنا بحذف عامل الميول الجنسية لوالدي طفل سنتفق جميعا في خلق ظروف مؤامه لنشئة طفل سوي نفسيا ،منتج،مبدع،راقي الأخلاق،متصالح مع ذاته ومع مجتمعه وان كان نسبيا.وذلك قابل للحدوث في كلا السيناريوهين ليس قاصرا على أحدهما سواء كان الأبوان مثليين أم لا.
فكل ما كنت أصبو اليه أن يتم الإهتمام بالمثليين أو المغاييرين نفسيا ومعالجة مشاكلهم بشكل منهجي تحليلي يتناسب مع كل فرد منهم.حيث التوعية في الوطن العربي اتجاه المثلية لا تتمثل الا في الردع والبتر والتبرأ.بالإضافة الى تواجد مصادر أجنبية تتحدث عن المثلية ولكنها أما غير متوفر للجميع،أو غير قادر على استيعابها الجميع،أو غير متناسبة بع الظروف المجتمعية والثقافة المبنية على التراث النفسي لمجتمعاتنا العربية.
الصحة النفسية للمثليين وما تواجهه في المجتمعات القمعية
أهلًا وسهلًا palkokapo،
أتفق معكِ في ما ذهبتِ إليه كليًا. النظرة التقليدية للمثليين/ات لا تخلو من أدلجة وتصنيف وتمييز قد يخنق المثلي/ة. ولهذا ندعو جميع المثليين/ات عدم التأثر بمثل هذه الخرافات الشعبية، أو وجهات النظر التمييزية المبنية على اساس التوجه الجنسي، لأن العامل النفسي وراحة المثلي النفسية مهمة جدًا للاستمتاع بالعملية الجنسية كاملةً، والإنتاج والإبداع في مجالات الحياة عامةً. ولهذا جاء منبر مثل أهواء ليؤكد على الاختلاف، ويخلق مساحة لحوار بنّاء بين مثلية ناضجة مثلك ومثلي/ة آخر مازالوا يدورون في فلك الأعراف والتقاليد المجتمعية البائدة، ويعانون من تأثيراتها النفسية السلبية على حياتهم/ن، فيشعرون بنقص أو ذنب أو فضيحة… إلخ من هذه المشاعر السلبية التي تولدها النظرة المجتمعية للمثلية، وليس للمثلية أدنى دخل بها.
هنالك حُجة مضادة أقوى لتفنيد حُجة صديقك الذي يدري ما هو الكون، وما هي سننه، والتي إحدى سننه هي التكاثر، ولذا فإن المثليين يخالفون “عموم” سنة الكون. اسأليه، وهل كل العلاقات الجنسية بين المغايريين ينتج عنها ذرية جديدة؟ أو هل الجنس من الدبر بين المغايريين ينتج عنه ذرية جديدة؟! إذا لا، فهي إذن كلها علاقات مخالفة لسنة الكون، وبهذا فإن قرابة 100% من سكان الأرض مخالفين لسنة الكون، وأصبح الجنس الشرجي أو الكوندوم هي ممارسات مقتصرة فقط على المثليين دونًا عن غيرهم.
اقرأي هذه المقالة، وهي معظمها تناقش مثل هذه الحجج الواهية السائدة عن المثلية والمثلين:
http://ar.mideastyouth.com/?p=7482
شيء واحد لم أفهمه من أطروحتك، وهي لماذا افترضت أن المغايرين جنسيًا وعاطفيًا ليسوا أغلبية؟ على أيّ إحصاء اعتمدتي قبل الجزم بهذا؟
تحياتي
شكرا جزيلا Amadeus
أشكرك على ردك المُثري،وبالنسبة لسؤالك ،فلقد اعتمدت على بعض الإحصاءات من موقع ويكي(والتي تعتمد على قدر المصرح به) نسبة وتناسب مع كل دولة في العالم وذلك على حسب بعض تقارير منظمة الصحة الأمريكية لتعريف الكويريّة.
http://en.wikipedia.org/wiki/Homosexuality
بالكوكابو لقد تأثرت جدا من اطروحتك الرائعة وبكيت على هذا العالم الذى يحجر على حريات الاخرين وبلطبع
نحن الاخرين الذين يكافحون لينالو حريتهم من القيل والقال وجهل المجتمع والقوانين التى تحجر على الحريات
الانسانية وما اكثر المتدينين الفاشلين في حياتهم وما اكثر المثليين والمثليات ناجحين نجاح مبهر في عملهم
ومبتكرين ومخترعين ليثرو الانسانية باشياء للنفع العام والمثل المصري الجميل بيقول
انا راضى وهو راضي وانت مالك ومالنا يا قاضي
صديقتي palkokapo …
موضوع قيم ومهم جدا بجد أعجبني كثيرا …
يجب أن ندرك جميعا بأننا في المجتمعات العربية المنغلقة نعيش وضع حساس للاسف نظرا لعقليتهم السطحية تجاه المثليين والمثليات والمتحولين وغيرهم من أصحاب الهويات الجنسية المختلفة …
ولكن يجب على الجميع أن يحترمني كما أنا أحترم أي ميول جنسي أخر ، ويجب أن يتقبلني الجميع ويتقبلك صديقتي ويتقبل الاخرين …
كم من الصعب أن يشعر الإنسان بأنه مرفوض جملة و تفصيلا،أو أن يعتبر و باءا،ثم يتعامل المجتمع معه من هذا المنظور.
أتعرف أقرب وصف لهذا،متطابق تماما مع من يطالب بمطالب مثل الحرية،الحياة الكريمة الخ،فهم يعتبرون مطالبة الأشخاص بحقوقهم في الحياة كما يريدون بالصورة التي يريدونها رفاهية،فنحن شعوب تقدس لقمة العيش و تعيش على الحد الأدنى من الظروف المعيشية ولهذا السبب فهي تكره التغيير.
شعوبنا لم تجرب تغييرا صحبه تطور،مجتمعاتنا مغيبة منذ قرون بالفتاوى الدينية و الخرافات!