نتابع حديثنا عن الحقائق التي غفل عنها الناس فيما يختص بالمثلية في الإسلام ، و قد مر معنا كيف احتكم الفقهاء إلى ميولهم الخاصة في عصور متأخرة عن عصر الوحي الإلهي ليضعوا أحكاما قاسية جدا في حق المثليين لا أصل لها في التشريع الإسلامي السمح ، و قد انساقوا في أقوالهم و تفسيراتهم للنصوص الأصلية وراء إنكار المجتمع الذكوري بشكل عام في المجتمع الشرقي العربي لفكرة العلاقة المثلية و ليس لحقيقة النص الإلهي .
و قد أثبت العلم في العصر الحالي أن الميول المثلية أصلية و ليست طارئة على الفرد ، أي أنها تخلق معه مثلما تخلق ميول الآخرين تجاه الجنس المختلف ، و يعني هذا أن هذه الميول من خلق الله و اختياره و ليست بسبب ظروف طارئة ينبغي معالجتها .
و إذا سلمنا بهذا بفضل البحث العلمي الدؤوب في هذا المجال سنصل إلى نتيجة مفادها أن العلاقة المثلية علاقة مباحة على وجه الإطلاق ضمن القواعد الإسلامية الأخرى التي تضبط العلاقة الجنسية .
العلاقة الجنسية في الإسلام محصورة بين شخصين ، و لا ينبغي الاعتداء عليها ، و يجب الحفاظ من خلالها على حقوق الزوجين و تندرج العلاقة المثلية داخل هذا الإطار حيث ينبغي أولا فك الحصار عنها و الاعتراف بها كحق شرعي أصيل و حق اجتماعي و نفسي لكل شخص مثلي .
ثم يجب وضع القوانين المناسبة للعلاقة القانونية بين الأزواج المثليين و تسجيل ذلك في القيود المدنية لتحديد الحقوق و الواجبات .
العلاقة المثلية لن تضر أو تؤذي أحدا على الإطلاق فيما لو تبناها المجتمع كعلاقة طبيعية ، بينما ينال الكثيرين من أفراد المجتمع الأذى الفاحش من جراء عدم الاعتراف بها .
الإسلام دين يسر و رحمة و كمال ، ولا شك أنه لم يطالبنا بما هو فوق طاقة تحملنا ، و هذا تأكيد على أنه لم يقف في وجه المشاعر الطبيعية و لم يطالب بخنقها و خنق أصحابها .
(ملاحظة الموضوع منقول)