قبلة اعتذار على جبين قلب ميت

أهواء

#1

بغض النَّظر عن إن أغلبنا مَر بظروف أسريَّة مش كويِّسة … نتيجة قسوة أب أو ضَعف شخصيِّته أحياناً … سيطرة أم أو قلِّة حيلتها قدَّام الأب … سفر الأب أو غيابه و إنشغاله لمدد طويلة … إنفصال الأب و الأم … عدم وجود إهتمام أو حنان كافى … إحساسه بإختلاف الهويِّه عن الصحاب أو القرايب اللى كانوا بيخلُّونا نحس بتوتُّر و رغبة ف العُزلة … أياً كان …
بس أعتقد إن الأغلب كان بيحس بوحدة …
الوِحدة اللى خلِّته يقرر يواجِه مشاكله لوحده … يواجه إضطراباته النَّفسية أو السيكلوجيَّة لوحده و ميستعينش بحد …
و أياً كان اللى وصلُّه … بس هوَّه خلاص إتعوِّد يحل مشاكله لوحده … يبقى صاحب قراره مادام مقتنع بيه و شايف نفسُه فيه … و بالتَّدريج بيفقد إحتياجه لوجود ناس المفروض إنهم الأقرب … يمكن مبيحتاجش بس غير إنه يحس إنهم موجودين و بس … موجودين و مش عايز منهم حاجة … بس وجودهم بيطمِّن … و ده كفاية أوى أوى منهم …
نَفس فكرة إحتياجك إنَّك تبقى جنب والدتك و إنتَ صغيَّر … لمّا تخاف من حاجة تلاقى جوَّاك صوت صغيَّر بيقول بكل ضَعف و إستنجاد " يا مامااا " أو لما تنام ف حضنها و تحب تسمع منها الحدُّوته … بس لمّا كبِرت مبقتش بتحتاج وجودها فِ كل مرة بتحس فيها بخوف … مبقتش بتحتاج وجودها فِ كل مرة بتقرأ فيها رواية أو كتاب جديد … بل ممكن تنسى إنَّك إحتجتها قبل كده أصلاً …
و كل ما المشاكل بتزيد و الأزمات بتكبر و بتنجح فِ إنَّك تعدِّيها و تتخطَّاها لوحدَك … كل ما بتفقد إحتياجك للنَّاس اللى طبيعة وجودهم فِ حياتك بتحتِّم عليهم يقفوا جنبك لحد الآخر بدون ما تطلب حتى … و مع الوقت المشاعر بتقل و الإحتياج ليهم بينعدم و ساعات بيولِّد سخَط و عدَم رضا عن دور الطَّرف التَّانى … و شويَّة شويَّة تلاقى نفسك بتفقدهم …

ده مش أسوأ حاجة بنمر بيها فِ علاقتنا بيهم … لأ … لإن الأسوأ هو إن العلاقات دى مبترجعش تانى زى ما كانت و بتبقى مش منطقيَّة و مبقاش ينفع تتعمل …
مش منطقى إنَّك لما تكبر و تبقى خارج و تلاقى حرامى عايز يسرقك تنادى بكل ضعف و خوف " يا مامااا " …
مش منطقى إنَّك تكون عدِّيت ال 20 سنة و تطلب من والدتك تحكيلَك الحدُّوتة من تانى …
و بردو مش منطقى إن حد بيصحى الصُّبح و بيقرر إن هيبقى وحيد … لإنه بيكون مر بمجموعة من الأحداث و التَّجارب اللى كان فيها لوحده … و بسببها مبقاش يقدر يتواصل بشكل جيِّد و طبيعى مع النَّاس …

و الأسوأ من ده كلُّه … فوَقان الطَّرف التَّانى متأخَّر … الإهتمام اللى بييجى بعد فوات الأوان … الحب اللى بييجى بعد ما بنكون فقدنا حتت من روحنا فِ دموع و وجَع هُجرانهم أو بُعدهم … بنستنزف طاقتنا فِ إننا نحافظ على أى إبتسامات نقابلهم بيها عشان منوجَعهمش … بنستنزف روحنا فِ إننا بندوَّر على شراذم طاقة إهتمام جوّانا نقدر نتعامل بيها معاهم …

" لا جدوى من أشياءٍ تأتى متأخِّرة … كقبلة إعتذارٍ على جبين جسدِ ميِّت " …


#2

الطرح ده يا سوزان ممكن يتعمل عليه بحث اجتماعى لانك تناولت العلاقات الاسريه من البداية من زاوية الطفولة الى مرحلة الشباب
وكيف يكون الاحتواء


#3

This user has deleted their account


#4

ألغى هذا المستخدم حسابه


#5

This user has deleted their account