نحنُ النساءُ
نكبرْ,
و نتعلّمْ
أن لا أسماء لنا.
فأنتي زوجةُ فلان,
و هي أختُ فلان,
و أنتنَّ بناتُ فلان,
و أنا هاهرةُ فلان.
لكننا نكبرْ
و بعضنا يتعلّم اسمه
فأنا لست بنت فلان
و لا زوجة فلان
و لا أخت فلان
أنا نجم.
“مقطوعة من شجرة” كما يقولون.
أياك و أن تناديني بغير اسمي, أو تربط قيمتي برجل, و لا تبتعد عني فقط لأنك تحترم ذلك الرجل.
عندما تريد امرأة أن تبعد رجلاً غبياً قليل الذوق عنها, تقول له:
“أنا مخطوبة-متزوجة-بنت فلان”.
و حتى و لو لم يكن أي من هذا صحيحاً, فنحن تعلّمنا أن ذِكْرَ رجل, أو وجود رجل, سيبعد الخطر عنا. سيذهب ذلك الشخص المزعج الوقح, ليس لأنه يحترم رغبتكِ بعدم الحيدث معه, بل لأنه يحترم رجل آخر لا يعرفه حتى.
عندما تقولين: “أنا مخطوبة”, هذه الجملة تترجم في عقله الصغير: “أنا ملك لأحد”
“هناك رجل يملكني”
“أنا ملك لرجل”
“أنا أريكته المريحة و غطاؤه الدافئ و ملابسه الجميلة و هاتفه الخيلوي و و و و … آسفة, لا تستطيع أن تملكني”
نحن في عالم لا يبتعد عنا إلّا إذا كنّا ملكيّة لأحد الرجال. ولهذا فأنه من المهم أن نعرف أسماءنا.
أنظري في المرآة.
حدقي في وجهك.
رددي أسمك عشرات المرات.
ردديه أكثر!
ردديه حتى يمتلئ به كل شق في كيانك. أنتي لا تنتمين لرجل. ليس هناك رجل في الدنيا يمتلكك, حتى ذلك الذي تحبين.
لستِ بنت فلان
و لا زوجة فلان
و لا أخت فلان.
أنتِ كل شيء و لا شيء. أنتي العالم بأسره,
و غصن الشجرة الذي ينمو على الصّبار.
لا أحد يملكك.
انظري في المرآة, و رددي اسمك.
ردديه حتى يترك طعماً على لسانك.
هذه أنت, فأحبي كل ذرة من جسدك
و رددي اسمك.
أنا لست بنت فلان
و لا زوجة فلان
و لا أخت فلان
تباً لكم
اسمي نجم
و ستنادونني باسمي.