فاقد الشيء لا يعطيه، ومن يسلب حقا لا يعرف ان يعطي حقوقا. لأن من يسلب حقا فإنه يسلبه للمحافظة على هيمنة الهية او سياسية او فكرية او جندرية او اقتصادية، او كل هذه السلطات مجتمعة. فمن سيتكرم بالتخلي عن عرشه من اجل من لا يعتبرهم بالاصل سواسية مع معاليه؟ “فالدنيا مقامات” و"الدنيا خلقت ناس فوق وناس تحت" والناس اللي فوق مش رح ينظروا عللي تحت… بدون صفعة تكسر رقابهم!
اذا كانت هذه الحقوق من حقنا، ولنا، ومنا، ولا احد يملك حق سلبنا اياها، فلماذا نكتفي بالمطالبة بها من دون ان نعيشها ونمارسها؟ لماذا نمضي افضل سنين عمرنا ونحن نطالب ونطالب ونطالب … وفقط نطالب؟ فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يعرف اكثر من ان يطالب به! ومن يطالب بدون ان يمارس ما يطالب به، فإنه لا يطالب… انه يتذمر… ويا الله … ما اكثر المتذمرين المضجرين!