تعتبر المواقع الاجتماعية للمثليين العرب مثل المان جام و جاى دار ، أحدى “أسواق النخاسة” العربية الحديثة و التي ازدهرت مع
الانتشار الكبير و الرهيب لشبكات الاتصال كالويب و المحمول. الكل يتبارى لعرض ما لديه من “تحف” و “أدوات” جسدية يراها وفقا لرؤيته و لكيانه المعرفي و أيضا لحاجته الطريق الوحيد لجذب “الهدف” لأي كان الهدف من ذلك! قد يكون في ذلك نفعا ما عند هؤلاء المتبارون، ففي سبيل عرض هذه الأدوات و هذه التحف، يقومون بممارسة الرياضة العنيفة لـ “تظبيط” تضاريس أجسامهم و التحايل على إظهارها بشكل يليق “الهدف” و قد يُدفعوا في ذلك إلى تناول و تعاطي بعض الهرمونات و الحبوب المساعدة في ذلك، و لا يجدون في ذلك أي حرج أو أي مانع، و من هنا رأينا أجسام متناسقة و غير متناسقة بمعنى أنها تناسب “الهدف” و ترضي حاجته المريضة و الشاذة، و لكن أن تجد جسد رجلا بوجه إمراة أو جسدا أنثويا بوجه رجل، فهذا غير المتناسق و إن رضى “الهدف” نفسه إلا أنه سرعان ما يمل و يترك هذا بحثا عن التجديد، و لا يجد “المتحول” سبيلا غير المزيد من التحويل ظنا منه أن هذا سوف يبقي “الهدف” وقتا أطول و يمنعه من التحول لغيره من المتنافسين معه و ما أكثرهم! و هنا تتغير ملامحه و يعجل بفنائه نظير متعة سريعة و في سبيل إرضاء “هدف” يبحث عن التجديد و لا يهمه حتى أن ينظر إلى تضحية الضحية
السوق مليء للأسف بأنصاف الرجال بل و بعديمي الرجولة! بعض يعرف هدفه جيدا و في سبيل ذلك يقدر الأدوات المناسبة لذلك و لا يتنازل و لا يضحي في سبيل تحقق هذا الهدف ابدا، و بعض تائه في تحديد هدفه و لكن وجوده في هذا السوق يعد هدفا في حد ذاته و مع الوقت يتجول فيه بائعا و شاريا و يضيع حتى من نفسه و لا يعلم أين باب خروج هذا السوق الكبير، و بعض آخر لا يعرف هدفه بالمرة، فتجده يضيع وقتا أو حتى يقلب رواد السوق على بعضهم البعض لإحداث “غبار” يمكنه من إحداث فوضى و الإستمتاع بها أو حتى يفتح شهيته على السرقة و يخلق عنده تفكيرا في اتخاذ رواد هذا السوق مصدرا للتكسب و عدته في ذلك التقاط الصور و أرقام هواتف وتسجيلات صوتية ومرئية يتم الإحتفاظ بها و تُأخذ على الرواد حتى يتم ابتزازهم و من ثم يقومون بالدفع، خاصة و أن معظم رواد هذا السوق من القادرين على الدفع
حتى يجد المتسوق حاجته الرئيسية، لا مانع له أن “يتذوق” من عند هذا البائع و هذا الشاري، و قد يستمر تذوقه هذا أيام و أيام و قد لا يستمر سوى ليلة واحدة قد يتذوق فيها بعض البضاعة و قد يتذوقها كلها خاصة لو أنه يعلم أنه لن يمر على هذا البائع أو هذا الشاري مرة أخرى. بسبب ذلك، يضيع كثير في الوصول للمحطة المطلوبة في هذا السوق بداعي “الإعياء” و “الأمراض” المكتسبة من الاحتكاك برواد هذا السوق أو حتى من هوائه الملوث أو حتى لتقدمهم في العمر نتيجة بقائهم كثيرا في هذا السوق، و قد لا يساعدهم ذلك في الوصول لمحطتهم المنشودة التي قد ينسوها بالمرة مكتفين في ذلك بما تذوقوه حتى و إن كان تذوقهم و عسلهم مرا
المصيبة بجد في السوق أنك تجد بعض الباعة المهمشين في السوق بكثرة بمطالب مقززة و منفرة (أعنى البيزنس و الكاش)، يعني بيسرح بشبابه و بطاقاته بائعا لمن يدفع أو حتى يأخذ شباب و طاقة من يدفع له. و لأنك هتدفع أو أنك هتقبض فمن حقك تتشرط، فكله بفلوسك سيدي، و كمان تقدر تحدد المدة و الوضع و الهيئة و ما شابه ذلك، و كل ما زاد العرض و الطلب و زاد الدفع تجد التلوين و التظبيط، أي تحت تأثير الكاش قد تجد أدوارا قد تبدلت و أدوات قد تغيرت، و الرابح هنا بكل تأكيد أصحاب الدفع الأكبر.