لقد بدأت بقراءة كتاب الختان و العنف ضد المرأة لخالد منتصر, و عليّ أن أقول بأنه, حتى في الصفحات الأولى, بعث الرعب في نفسي, و نفخ فقاعة من الكره داخلي لكل من يمارس تقليداً بوحشية الختان.
و للعلم, أنا ضد “تطهير” الذكور أيضاً. اقتطاع جزء من الإنسان, من دون رضاه الشخصي, هو اعتداء على جسم و روح ذاك الإنسان, خصوصاً أن القلفة أو البظر لا يمتّان بصلة للطهارة أو النظافة الجسدية, و لا حتى للعفّة!
إن التطهير أو الختان هما تمثيل لخرافة مازالت للأسف تُمارَس حتى يومنا هذا.
لكني قد أبدو منحازة هنا بقولي أن ختان البنات هو الأكثر بربرية, لما يحمله من أفكار و تصورات عن الإناث و جنسانيتهن و رغباتهن. و بينما تطهير الذكور متعلق أكثر بالنظافة و الصحة, الختان هو مجرد عقاب للفتاة التي وصل سوء حظها بها لأن تخلق فتاة.
هو حرمان لها من متعة و اكتشاف و مغامرات مع جسدها, و عقاب يهلل له الكثيرون من الرجال و النساء سواء, الذين يفزعون لمجرد فكرة أن المرأة لها حق في الاستمتاع بالجنس و بخفايا جسدها.
و كما يقول خالد المنتصر: “لماذا أصبحت لدينا عقدة من ممارسة البهجة, و وسواس قهري من شعور الفرحة, و فزع من النشوة و مصادرة لحق إنساني مشروع هو حق الاستمتاع بالجسد بكامل طاقاته التي خلقها الله بداخلنا؟”
و لا أخفي أني قد بكيت أثناء قراءتي لتجربة الكاتبة نوال السعداوي عندما غدروا بها و هي في سريرها, و القهر الذي جلس على كتفيّ و أبا النزول.
قصّتها, قصيرة و مختصرة, كانت مرعبة, حتى أن أرجلي ارتجفت خوفاً من شيء لم يحث لي.
هذه العادات لن تتغير إلّا إذا تغيرت الأفكار الشائعة و المتداولة عن المرأة و صورتها البشعة في أذهان الناس التي لا تشبهها بشيء.
عليهم أن يتوقفوا عن نفي النساء إلى مرتبة دونية. و بدلاً من العمل على الاقتصاص من كيانهن و روحهن, يجب العمل على مساندتهن, و نقد العقلية المريضة التي تحاول بكل ما أتيها من قوة أن تقلل من أهمية قاضيهن و وجودهن.
سأكتب أكثر عن الكتاب عندما أنهيه, و هنا الرابط إذا كان أي أحد منكم مهتم بقراءته أيضاً.
http://www.goodreads.com/book/show/11317061