تحليل نفسي لشخصية ابي نواس وعلاقته بالمثلية الجنسي

تاريخ
جنسانية

#1

تفسر هذه الدراسة بالظاهرة النفسية المعروفة بالنرجسية narcissismsوهي عند فرويد ظاهرة ولع الإنسان بذاته، ويحللها بأنها امتداد الأنانية في الليبيدو=libido= والليبيدو هذا، في مذهب فرويد هو المرجع الأساسي لمختلف الظواهر النفسية، وهو يعني عنده جملة الرغبات الجنسية المحرمة المندسة في العقل الباطن ويصف العقاد النرجسية بأنها شذوذ دقيق يؤدي إلى ضروب شتى من المثلية في غرائز الجنس وبواعث الأخلاق ثم يصنفها إلى شعب منها شعبة الاشتهاء الذاتي وشعبة التوثين الذاتي auto- fetishism وهي التي يتخذ المصاب بها من نفسه وثنا يعبده ويدلله.

ثم يقول: ((وتلازم الاشتهاء الذاتي والتوثين الذاتي معا لوازم متفاوتة في درجة الالتصاق بالآفة —فمن أبرزها وأقواها لازمة التلبيس والتشخيص =identification=ومنها لازمة العرض =exhibitionism=ولازمة الارتداد=centripetal regression= ثم يصف العقاد (لازمة التلبيس والتشخيص) بأنها (عشق الإنسان لذاته من الناحية الشهوانية، فالشاذ في حب جنسه أو حب الجنس الآخر، يجد طلبته ويقضي مأربه، أما الذي يشتهي بدنه فليس في وسعه أن يقضي مأربه بغير الاحتيال لذلك بالتلبيس والتشخيص، فهو يُلبس شخصيته شخصا آخر يتوهم أنه هو ذاته، أو يحل محل ذاته(
ويصف لازمة العرض بأنها (تشمل الإظهار بجميع درجاته، فإذا أمعن في الجسدية والشواغل الحسية، شوهد المصاب به وهو يكشف عورته، ويعرض أعضاءه، ويتعرى من ثيابه، أو يلبس الثياب التي تشبه العري ولا تستر ما وراءها ويصف (لازمة الارتداد) بأنها مما (يعتري النرجسيين من تلبيس ذاتهم بغيرهم، أو خلع ذاتهم على شخص آخر يلتمسون المشابهة بينهم وبينه، ولكنهم لا يظفرون في كل حين بشخص تام الشبه بهم في كل صفة وصبغة. فاذا اتفق لأحدهم انه رأى شخصا يشبهه في الملامح والقوام ويخالفه في القوة فالذي يحدث، في هذه الحالة، انه ينتحل صفة القوة لنفسه كأنه ارتدها إليه من الشخص الذي تلبس بملامح ذاته

ثم ينتهي العقاد إلى القول بأن( هذه اللوازم تطبق على أبي نواس في خلائقه الأولية وخلائقه التبعية، وتفسر جميع أحواله حيث لا يفسرها ضرب آخر من ضروب المثلية الجنسي وبعد أن يقرر العقاد هذه الأسس (البسيكولوجية)الفرويدية، يأخذ في استخراج تلك اللوازم جميعا من شعر أبي نواس، فيقدم لنا شاعرا لا يحس، في خمرياته ولا في غزلياته الغلامية وغير الغلامية، سوى اشتهاء ذاته أو ((توثين ذاته)) يا التلبيس والتشخيصحينا وبالعرض حينا و بالارتداد حينا.

دراسة أبي نواس عند الدويهي:

فكل هذه العواطف النواسية الخمرية، ترجع إلى عقدة (الأمومة) وهي عقدة (جنسية) خالصة مندسة في (العقل الباطن (فالشعور الجنسي في الإنسان أو أوسع ميدانا وأطول زمنا مما يظن أكثرنا. هو لا يبدأ في فترة المراهقة وحدها، ولكن قبلها بمدة طويلة، في سن السابعة أو الثامنة دون شك، بل يعتقد بعض العلماء انه يبدأ في الطفل الرضيع، فيرى هؤلاء إن ما يتلذذ به الوليد من مص ثدي أمه ، وتحريك فخذيه، والتبول، والعري، كل ذلك يعطيه لذة جنسية وبعد إن يستخرج النويهي من شعر أبي نواس عدة شواهد على حبه للخمرة واجلاله لها وعاطفته الدينية أمامها وشعوره الجنسي نحوها، يقول: (ولكن بقيت عاطفة أخرى غريبة، وهي انه أحس أحيانا نحوها إحساس الولد نحو الأم، إي أحبها حبا بنويا ترضعني درها، وتلحقني بظلها، والهجير يلتهب فقمت أحبو إلى الرضاع كما تحامل الطفل مسه الغب .

يقرر المؤلف أولا، حبه للغلمان وإيثاره إياهم، في الوصال الجنسي، دون النساء– ويرى في شعره ألغلامي ما يشهد بحب لا زيف فيه وينبض بصدق البث والشكوى والمناجاة بينما يرى إن شعره في النساء بارد كاذب وينتهي من ذلك إلى تقرير النتيجة القطعية، مرة أخرى، بأن أبا نواس ذو سلوك جنسي شاذ وينطلق في شرح ثلاثة أنواع من المثلية الجنسي، ليجيب عن سبب المثلية لدى أبو نواس

-نوع يسببه التكوين الجسماني الخاص للفرد.

-نوع تنتجه عوامل نفسية.

-نوع تنتجه الظروف الاجتماعية.

ويخرج من البحث في هذا المجال بأن النوعين الأولين هما الغالبان في شذوذ أبي نواس —وان العامل النفسي جاءه من التأثر بأحداث طفولته، إذ توفي والده وهو طفل، ولم يجد في نشأته الأولى أبا يرعاه رعاية الأبوة، ولم يكن له سوى أمه يلتمس في صدرها الحماية والغوث، ولكنها تزوجت بعد وفاة أبيه، فحرمته بذلك ملاذه الأوحد في طفولته هذه(الغيرة الجنسية) من الرجل الغريب الذي انتزع أمه، هي العامل النفساني الذي دس في (عقله الباطن) إحساس النفرة من جميع النساء حين صار رجلا، فإذا به(يحس باشمئزاز شديد كلما فكر في العلاقة الجنسية بين الرجال والنساء مجرد هذا التفكير يملؤه بالاستشناع والكراهية وسبب ذلك انه يتمثل أمه (الخائنة) في كل أنثى يلقاها فأبو نواس، حين يذكر في بعض شعره أشياء يكرهها في النساء، كالحيض، وكالعضو الأنثوي ذاته، لا يقصد هذه الأشياء حقيقة، وإنما يقصد ما تومئ إليه من (الأمومة) و(الرحم) الذي هو عنده رمزألام الخائنة هذا إذن هو السبب الباطن العميق لنفوره من النساء وعجزه عنهن.

أول آثاره، ذلك الغزل ألغلماني المعروف، وهذا مفهوم ثم آثار شاملة (كل طبيعته الشعرية)، وبخاصة عاطفته الجنسية وعاطفته البنوية نحو الخمر فهناك (رابطة بين شعره الخمري وشذوذه الجنسي)، (وهي رابطة تشرحها هذه الكلمة الواحدة تعويض بالمعنى النفساني الدقيق الذي يستعمل فيه هذا الاصطلاح تخيل أبو نواس الخمر أنثى، وخلع عليها صفات (الأنوثة) المغرية المثيرة التي يجدها الرجال العاديين في المرآة وهو في كل هذا التخيل الشهواني العنيف يجد في صميمه إرضاء انفعاليا يعتقد انه إرضاء جنسي، ويستعيض به عن الإرضاء الواقعي الذي عجز عنه في اغلب الأحيان ولكن الخمر قدمت لأبي نواس تعويضا آخر، عوضته عن أمه التي حرم من حنانها في وقت مبكر من طفولته حين تزوجت أبيهفالخمر متصلا أوثق اتصالا بتكوينه العصبي، وبنائه النفساني هي مرتبطة أعمق ارتباط بعقده النفسية التي تكونت منذ طفولته.


#2

ميول أبي نواس لا أجد لها علاقة بالمثلية ،وكونه يصف الغلمان:الذكور ما دون سن البلوغ-من كان نوعهم الإجتماعي مطابق لصفاتهم البيولوجية)-هو أقرب للبيدوفيليا.


#3

لا تنسى أنه حتى ذلك الذي يقوم بالتحليل-حتى العقاد-متأثر بغرائزه الشخصية و مرجعته اللغوية أدق من تلك التحليلية النفسية والتي لا أراها دقيقة.
كما أن الدراسة تلك تحمل العديد من التخمينات و الإفتراضات المبنية على أثر.
إشتهاء الغلمان كانت أيضا ظاهرة مصاحبة للعصر العباسي و ربما لثقافة العرب جميعا-ليس العصر العباسي فحسب.


#4

هل من اليمكن أن تقوم بطرح أطروحتك و رأيك الشخصي هنا أيضا عزيزي؟


#5

اول مره اسمع الكلام ده بس كلام جديد ومفيد


#6

اول مره اسمع الكلام ده بس كلام جديد ومفيد


#7

صح