هل ساعدت الثورة الأقليات المضطهدة حتي الآن مثل المثليين في الحصول علي المزيد من الحريات؟ أجرت الصحفية الألمانية يوليانا شوماخر حوارا مع حسن، ناشط مثلي من القاهرة.
يوليانا شوماخر: حسن، أنت تعيش في مدينة القاهرة التي يعيش بها خمسة وعشرون مليون نسمة. هل هناك في القاهرة مجموعة كبيرة من المثليين؟
حسن: لا. القاهرة ليست مكانا مناسبا ليعيش فيه المثليين. من المستحيل أن يظهر المرء ميوله الجنسية المختلفة علنا فيها، ليست هناك أماكن عامة يمكن أن نلتقي فيها. وإذا التقينا يكون ذلك في شقق خاصة وهناك يكون ذلك أيضا موضوعا محرجا. منذ حادث الـ(كوين بوت) عام 2001 (الذي كانت تقام فيه حفلات المثليين) واعتقال عدد كبير من الناس، زاد الوضع حساسية.
يوليانا شوماخر: كيف تتواعدون إذن، إذا كان من غير الممكن أن يظهر المرء علانية أنه مثلي؟
حسن: (يضحك) نتقابل في الشوارع. نتعرف على بعض عندما تلتقي العيون. ونستطيع أن نفعل الكثير عبر الانترنت!
يوليانا شوماخر: هل المثلية الجنسية محرمة في مصر؟
حسن: لا. لا يوجد أساس قانوني لاعتقال الشرطة للمثليين. ما هو ممنوع فقط هو استعمال العنف في العلاقات أو ممارسة الجنس دون موافقة الجانب الآخر. لكن الشرطة تستغل النفور العام من الجنسية المثلية: علي سبيل المثال بأن تقوم بابتزاز المال إذا قبضت علي مثليين أو مثلييات. أو تهدد باعتقالهم بتهمة الزنا أو السكر في الطريق العام. التمييز ليست له أسباب قانونية بل هي ثقافية بحتة. المشكلة الرئيسية ليست الدولة، بل المجتمع. الأسر والأصدقاء والمحيط الاجتماعي.
يوليانا شوماخر: هل تعرف عائلتك عن ميولك الجنسية؟
حسن: لا. من المستحيل أن أخبر عائلتي أنني مثلي. بعض أصدقائي المقربين جدا يعرفون. أنا حذر جدا. أحد أصدقائي طردته عائلته، بعدما أخبرهم بالأمر. اليوم هم لا يهتمون حتي بمعرفة إذا ما كان علي قيد الحياة. وصديق آخر رآه أخوه في إحدى الحفلات، فحكي ذلك للعائلة. جعلته العائلة يخلع جميع ملابسه قبل أن يلقوا به إلي الشارع. هم يعتقدون أن وجود ابن “مثلي” عار على العائلة كلها.
يوليانا شوماخر: هل هذا الكره للمثليين له علاقة بالدين؟
حسن: لا. النفور من المثلية الجنسية هو نفسه، سواء أكان ذلك بين المسلمين أو الأقباط أو مجموعات مسيحية أخري. يوجد في كل مكان مجموعات متشددة، تبرر موقفها على أساس آيات في القرآن أو مقاطع في الإنجيل. المسألة في الأساس هي مسألة تسامح، وهذا غير موجود في مصر علي نطاق واسع.
يوليانا شوماخر: هل موقف المثليين والمثلييات متماثل؟
حسن: لا، علي الإطلاق. أنا أعتقد أنه من الأسهل بالنسبة للمثلييات أن يعشن حياتهن، والسبب هو في الواقع محزن: لا أحد يهتم في الواقع بما تفعله النساء. من الممكن بالنسبة للبنات أن يحافظن لفترات طويلة على علاقاتهن مع “شريكاتهن”. هن يرين ذلك طبيعيا ولا يعتبرن ميولهن مثلية أو مزدوجة في الكثير من الأحيان. بعضهن يجبرن علي الزواج وبذلك ينتهي هذا الفصل من حياتهن. أما البعض فيعيين في تلك اللحظة حقيقة ميولهن ويقررن حينئذ عدم الزواج بإرادتهن الحرة. في هذه الحالة لا تكون الفضيحة كبيرة مثلما يحدث مع المثليين. المثلية الجنسية تهدم الصورة الكلية للرجل في وجهة نظر المجتمع، ولذلك يتصرف بتلك الحساسية.
يوليانا شوماخر: هل حسنت الثورة من وضع المثليين؟
حسن: أنا شخصيا، كـشاب مصري، حلمت لفترة طويلة بمصر أفضل، مصر تحتضن الجميع. ولم يحدث شيء. ثم جاءت الثورة وتحقق في فترة قصيرة الكثير من ذلك. ولكنني كنت أثناء الثورة مثل الجميع أشعر بأنني مصري، لست مثلييا أو أي شيء آخر. كان المهم حينئذ هو البلد والسياسة. الموضوع الآخر هو موضوع ثقافة. وتغييرها سيستغرق الكثير من الوقت.
يوليانا شوماخر: هل حدث وقت الثورة أي بداية للتغيير؟ هل كان من الممكن خلال الأيام التي قضاها الجميع في ميدان التحرير التصريح بكونك مثلي؟
حسن: لا، كان ذلك مستحيلا. لقد تحدثت مع أصدقاء لي في هذا الأمر وقررنا عدم القيام بذلك. أولا لأن ذلك لم يكن مهما وقتئذ. كانت هناك أشياء أهم. وأيضا طبعا لأننا خشينا أن نلقى الرفض من الآخرين. هناك ممثل مصري مشهور انضم للثورة من أول يوم ورحب به الجميع. ثم انتشر خبر، أنه مثلي- فقام الناس بطرده من الميدان. وهذا ما أحزنني جدا- جدا.
المثلية الجنسية والثورة
momen
#1
Amadeus
#2
الثّورة السياسية لا تغيّر من النسق الفكري الخاص بالبشر إطلاقًا. التغيير الاجتماعي أو الحداثة الفكرية لا تحتاج لثورة، بل لوقت طويل.
Sun
#4
انا عندي مخطط جدي للتحرك في سوريا باتجاه المطالبة بحقوق المثليين بعد انتهاء الثورة…
باعتقادي يجب استغلال فرصة التغيير الحاصلة بالوطن العربي…
amel
#6
الثورة بنت الشعب والبسطاء منه خاصة،، وهؤلاء في أغلبيتهم الساحقة يعتقدون اعتقادا كبيرا بأن المثلية خطيئة تزلزل عرش الرب… ناهيك عمن لا يعرف أصلا عن وجود هذا الأمر في العالم.