هسبريس - زهور باقي
السبت 25 يناير 2014 - 23:40
“اسمي مهدي… وأبلغ 26 سنة، أنا مثلي جنسيا، ومصاب بداء السيدا… وتعرضت للتشهير” هكذا يبدأ مهيدو “اسم مستعار” في سرد قصته لهسبريس مع مرض يتقاسمه مع أكثر من 10 آلاف مغربي، وقضية تشهير لحقته يسرد معاناته المريرة معها.
“السيدا صالحتني مع أسرتي”
عائلة الشاب لم تتقبل أمر مثليته الجنسية أول الأمر، أخ أكبر قاسي التعامل، وأبوان رافضان للأمر. غادر الدراسة بعد أن صعب عليه التعايش مع وسط يقصي “المثليين” من التربية والتعليم، وأغلقت جميع الأبواب في وجهه، فطرق آخرها.
“خرجت ليها نيشان، وامتهنت الدعارة لأصرف على نفسي، وأجد مدخولا قارا أسترزق منه” يقول مهيدو بتحسر، قبل أن يضيف “تغير كل شيء في حياتي بعد أن قرر أصدقائي إجراء الفحص الطبي للكشف عن السيدا، اقتنعت بالفكرة ووضعت احتمالين واضحين إما نتيجة سلبية أو إيجابية، وهيأت نفسيتي لتقبل الاثنين”.
أخذ “مهيدو” وقته الكافي، واستعد نفسيا لذلك. كانت النتيجة إيجابية، “إنا لله وإليه راجعون” هو كل ما نطق به كرد فعل، ليبدأ رحلة التعايش مع المرض.
سنة 2007 استنجد الشاب بجمعية محاربة داء السيدا التي أرشدته إلى الدار البيضاء من أجل الحصول على الأدوية الضرورية لمتابعة حالته، واستمر في المداومة على المركز الاستشفائي بالعاصمة الاقتصادية كل 3 أشهر، بدون علم عائلته إلى حدود 2008.
“لا زلت أتذكر جيدا، كان ذلك مساء عيد الأضحى حيث اضطررت إلى جلب دوائي إلى منزل العائلة، فضربني أخي ووبختني عائلتي بعد أن اكتشفوا الأمر” عاصفة من النواح والعويل بمنزله طوى بعدها صفحة الدعارة، وعاد إلى حضن أسرة استقبلته من جديد، وحضن جمعية ملأت أوقات فراغه في مساعدة الآخرين، وتحسيسهم بتوزيع وسائل الحماية.