لم أجد شيئآ يبعث ألأمل فى جسدى وينقلنى من موود إلى موود …قراءة كتب طفحت منها،قهوة عم بشاى أروح علشان أشرب كباية شاى؟؟برضه لأ…طيب أنزل وسط البلد علشان أتفرج على خلق الله،وخلق الله يتفرجوا على العبد لله؟؟برضه لأ…طيب أروح لمين؟؟مع ألأعتذار للسيدة أم كلسون…ولا تعجب فقد كان نصف سكان مصر يقولون انها أم كلسون…وكالسون ليست كلمة قبيحة،إنما القبح بعينه أن نصنع من الجمال قبحآ،وأن نقنن القبح ونجعله فى معيتنا وعلى ألسنتنا ليل نهار…كلمة كالسون هى كلمة فرنسية عن اللاتينية بمعنى لباس داخلى يستر منطقة الوسط…حاجة لاتضحك ولا تبكى,إنما كعادتنا دائمآ لازم نحور ونطور لكن للأسوأ حتى وصلنا لما وصلنا إليه ألآن.
الست أم كلثوم تذكرتها وتذكرت أغنيتها ودار فى مخيلتى كم كانت تنشد وتعيد وتكرر ,أروح لمين؟؟
ولم أجد بدآ من أن أذهب إليه لعلى أجد لديه متنفسآ يعيد لى بعض الحيوية أو يعدل مزاجى…
لكن…لكن…لكن إزاى ده هيعدل مزاجى وأظنه لا يستطيع؟؟ده…من زمان…يعنى أصبح…لأ لأ أنا مش هاروح لأ ياعم الساعة 10 بالليل وأنا واحد بيقولوا عليه أنى أحمل قلب طفل…ولا أستطيع أن أكون شاهدآ على حادث أو زائرآ لمريض.فقلبى رقيق كقلب المرأة ألأم التى لاتطيق أن ترى وليدها يتألم مما قد أصابه أو ألم به…
يعنى أروح…؟لم يكن من بد لأنى لم أجد بابآ مفتوحآ أمامى سوى هذا الباب ولعله كان بابآ عاديآ فقد كان باب من النوع القبو الكبير لأنه سيفضى بى إلى حوش…
آآه لعلك انتفضت حين سمعت كلمة حوش ،وفى القاهرة يقال للمدفن حوش حيث يتسع لمن يزور القبور …
الموت كلمة ليست بكئيبة على مسامع من تلقى عليه،لأنه يكاد يكون هو الحقيقة التى لايختلف عليها اثنان من وجودها وحتميتها فى الحياة…تصور موت وحياة؟؟
أمرى لله فنورهان وحشنى مووت…لأ ياربى نور كان صديقى ألأثير نحكى ونسمع ونلقى النكات الصريحة وأيضآ القبيحة لنزيل بعضآ من رتابة الحياة وثقل ظلها…وخلى بالك الكلام ده كان يحدث فى الستينات يعنى فى الزمن اللى كان جميل يعنى كان السهر والفرفشة وكاس يجر كاس وفى صحتك ماشى وهاشوفك بكرة كانت عملة جيدة نتناولها بين ألأصدقاء بحب وصفاء.
ساقتنى قدماى للحوش…وطرقت الباب…ولوحد شافنى وأنا باخبط على نورهان هيقول الراجل ده اتجنن…هوه بيخبط على مين؟؟
أيوة باخبط على ميت…شفتش جنون أكتر من كدة؟؟والساعةكام؟الساعة عشرة بالليل
يامسهل إيه مافى حد هنا؟؟أسأل نفسى …لكنى لم أكد أتم السؤال حتى سمعت صوت نورهان الصديق الذى كان صدوقآ يوما ما يقول أنا شغلت الريموت الباب لو خبطته برجلك هيتفتح
قوللى وحياة أبوك…أنا مش شايف حد لكن بذكائى الغير فطرى تشجعت ونفذت ألأوامر التى صدرت لى بفتح الباب؟؟
ماذا رأيت؟؟
ألصديق العزيز نايم على شيزلونج متنجد بحرير أحمر فى أحمر ومخدة ستان لونها أزرق ريشه،ولحاف عليه ورد جورى مكبوس ،الظاهر مستورد من تركيا،والحجرة مرشوشة بماء الورد وفازة من الزهور بها ورد جورى أحمر كأنى فى حديقة الزهرية أو ألأورمان أيام ماكانت أورمان ليس فى هذا الزمان ولكن من زمن فات حيث كان بها حديقة للصبار ومن أندر ألأنواع وكان يقام بها معرض للزهور كل عام فى الربيع،ولكن بعض الناس التقدميون لم يرضوا عن ذلك وقالوا حرام…حرام لنقتلع ألأشجار ولنجعلها خرابة كما خلقها الله أول مرة ولنتبوأ أو لنتبول فيها حتى لايطأها إنسان كما أمرنا الدين الحنيف؟؟
لكن الله عوضنى برؤية ورد جميل…لون بهيج،وريحة حلوة…آه نسيت أقولك إن فيه كمان مكتب وكان علية شئ ظننته كمبيوتر مثل الذى نتفشخر بوجوده لدينا وتابلت وموبايل والحركات القرعة دى…لكنى عنما اقتربت منه صرخ فى وجهى وسمعت صوتآ يقول :
إبتعد ياإنسان أنت ألآن فى وادى التكنولوجيا مع من تقولون عنهم ألأموات أو اللى بتسموه العالم الاخر…جتكوا خيبة هوه العز والنعيم اللى احنا عايشين فيه ده إسمه
عندكوا إيه؟؟
قلت وأنا أكاد أسقط من طولى وكنت مخضوض وفيه حاجة أسفل بطنى كانت منكمشة جدآ من كثرة الخوف وأظنها لم تعد تقوى على الوقوف زنهار أو حتى أن تعلن عن نفسها وتقول أنا أهه
والله يافندم أنا مش عارف…طيب تسمح أروح بيتنا علشان أفتح الويكيبيديا الفرنساوى وأعرف أنا فين؟؟ده لامؤاخذة …نورهان والا أنا باحلم؟؟
هنا أحسست بدوار ولم أدرى بنفسى إلا فى اليوم التالى حيث لم يفتح الله على لسانى إلا بكلمة:أنا عاوز أروح لماما؟؟
